يقف المتتبع للشأن السياسي الأمريكي وحمى الصراع للوصول إلى كرسي الرئاسة، بين المترشحين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، عند ركوب مشاهير الفنانين الموجة وتسابقهم لتأييد مرشح دون آخر. وبما أنه ليس غريبا على مشاهير هوليود من المطربين والممثلين، أن يدعموا مرشحي الرئاسة لبلوغ البيت الأبيض، فإن المرشحين بدورهما يسعيان إلى الاستفادة من شعبية هؤلاء لجمع أكثر الأصوات للظفر بكرسي الدولة الأقوى عالميا. كان الفن دائما مرآة المجتمع العاكسة، ولما له من دور هام ومؤثر في تشكيل الوعي والفكر لدى مختلف الشرائح، فإن الجماهير قد يرون أنفسهم انعكاسًا لبعض الشخصيات السينمائية والتلفزيونية التي يؤديها فنانوهم المفضلون، فيقلدونهم فيما يقومون به من حركات وتصرفات، وكذلك الأمر في السياسة، فإن العشاق يتبنون عفويا مواقف فنانيهم المفضلين، ولذلك يُفصح معظمهم علانية عن تأييدهم لأحد المترشحين أو السياسيين في محاولة للدعاية والحشد من أجل التصويت لهم. ويبدو أن مرشحي الرئاسة الأمريكية يسعيان إلى استغلال شعبية هؤلاء النجوم، الذين لا غبار على شهرتهم العالمية، لكسب قلوب معجبيهم والتأثير عليهم للتصويت لمن يؤيدونه من مرشح، سواء أكانت “هيلاري” أو “ترامب”. تويتر يسقط “ترامب” أفادت تقارير أن المرشح للانتخابات الرئاسية الأميركية “دونالد ترامب” مني بخسارة أصوات بعض الممثلين والفنانين وعارضي الأزياء والشخصيات الإعلامية، بعدما فتح النار على عدد كبير من المشاهير الذين هاجموه بشراسة، مثل “روزي أودونل” والمغنية “شير” والعارضة “هايدي كلوم” و«روبرت دي نيرو”، في تصريح متلفز قال ترامب صاحب 69 عاما، أن “برنامج روزي أودونل كارثة مطلقة” وهي بدورها وصفته ب “أفعى بيع النفط”، فيما نعتته المغنية شير ب “العنصري المستعد لفعل أي شيء في سبيل لفت نظر الإعلام”، ورد عليها بأنها “إنسانة وحيدة بائسة”، وبأنه لن يتطرق حتى إلى عمليات التجميل “الفاشلة التي خضعت لها، وبعد هجوم ترامب على الرئيس الأميركي باراك أوباما. قال روبرت دي نيرو: “كيف تجرؤ على توجيه اتهامات بلا أدلة”، فردّ ترامب: “أحب تمثيله، لكننا لا نتعامل مع ألبرت آينشتاين كما تعلمون”، وقالت الممثلة “جينيفر لورانس”، إنها ليست من مؤيدي ترامب، وإنه لن يحصل على صوتها في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدة أنه “في حال أصبح دونالد ترامب رئيساً للبلاد، فستكون هذه هي نهاية العالم”. ولم تسكت عارضة الأزياء العالمية هايدي كلوم، حيال إهانة ترامب لها عندما صرح لصحيفة “نيويورك تايمز”، بأنه لم يعد يرى هايدي كلوم صاحبة 42 عاما، جذابة على الإطلاق ويرفض أن يمنحها تقييماً جيداً، الأمر الذي أغضب “كلوم” بشدة، وردت على تصريحاته المسيئة بفيديو شاركته مع معجبيها عبر قنواتها للتواصل الاجتماعي. الفلامنكو لا يحب ترامب شنّ من ناحية أخرى، المغني اللاتيني ريكي مارتن، هجوماً عنيفاً على ترامب الذي طرد الصحافي اللاتيني الشهير “جورج راموس” من أحد المؤتمرات، قائلاً إن “هجمات ترامب ضد الأمريكيين من أصل إسباني تثير غضبه”، موضحاً أن “اعتماد ترامب إرهاب الأجانب كإستراتيجية سياسية، هو أكثر الأساليب وضاعة للوصول إلى السلطة”. وكان ترامب عبّر عن موقفه من المهاجرين المكسيكيين حين وصف المكسيك بأنها “ ترسل أشخاصاً يعانون مشكلات كثيرة، يجلبون المخدرات والجريمة”، وقال الممثل جورج كلوني، عن موقف المرشح الجمهوري من مسألة المهاجرين المكسيكيين: “من الواضح أن ما قاله غبي”، موضحاً أن “ أي شخص يتلفظ بعبارات لا تدل على التسامح يجب الضحك عليه، وهذا بالطبع ما سيفعله التاريخ”. وانضم إلى كلوني في موقفه حيال ترامب، ممثلون كثر مثل شاكيرا وإيفا لونغوريا ومات دايمون الذي وصف أفكار ترامب بترحيل 11 مليون مهاجر وبناء جدار فاصل بطول 1900 ميل لمنع مزيد من المهاجرين من دخول البلاد، بالمثيرة للاشمئزاز. بالمقابل، نشرت وكالة “سي ايه اي”، خبراً يفيد بأنّ النجم العالمي “جاستين بيبر” رفض إحياء حفل غنائي من أجل دعم مرشح حزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة الأميركية دونالد ترامب، وأشارت ذات الوكالة أنّه عُرض على بيبر الغناء لمدة 45 دقيقة مقابل حصوله على مبلغ 5 ملايين دولار. “هيلاري” الفيلم الأكثر نجاحا بأمريكا يحظى المرشح الجمهوري “ترامب” على رغم الانتقادات الكثيرة التي توجّه اليه بعدد لا بأس به من المؤيدين، والذين يأملون بأن يصبح في يوم من الأيام رئيساً للولايات المتحدة، أمثال ممثلة تلفزيون الواقع “تيريزا جوديس”، “واين نيوتن”، “ دينيس رودمان” و«بريان كرانستون”، “ وكذا الممثل والمصارع المحترف الأمريكي “هولك هوجان”. أعلن في المقابل عدد كبير من مشاهير الفن بهوليود دعمهم منقطع النظير للمرشحة الأكثر حظا حسبهم لاعتلاء كرسي الرئاسة، هيلاري كلينتون، أبرزهم صاحبة أقوى البرامج التلفزيونية والأكثر تأثيرا في الجماهير “أوبرا وينفري”، وكذا كل من المخرج العالمي “ستيفن سبيلبرغ”، وصاحب رائعة “تيتانيك” الممثل الحائز على جائزة الأوسكار “ليو نارد ودي كابريو” عن فيلمه الأخير “العائد”، وكل من “ بريان كرانستون”،” إيمي شومر”، “توم هانكز”، وكذا المغنية “ ديمي لوفاتو “، التي أعلنت تأييدها لهيلاري كلينتون، وقالت إنها كغيرها من ملايين الأمريكيين، يعانون أمراضا نفسية. وأنه على الرغم من قدرتها على تحمل تكاليف العلاج بأفضل مراكز الرعاية الصحية، إلا أن العديد لا يستطيعون ذلك، وصرحت “لوفاتو” أنها فخورة بدعمها لكلينتون، لاقتناعها أنها “ستحارب” من أجل سن قوانين تضمن الرعاية الصحية الشاملة لجميع الأميركيين، واختتمت “ديمي لوفاتو” خطابها بقولها “هيا بنا نجعل هيلاري كلينتون رئيسة الولاياتالمتحدة القادمة”. دعمت الممثلة ميريل ستريب من جهتها المرشحة الأميركية للرئاسة هيلاري كلينتون، في خطاب لها ألقته أمام عدد من معجبيها من الشباب، وقالت ستريب للحضور: “بعد مئة عام على حصول المرأة على حق التصويت، “هيلاري كلينتون” ستكون أول رئيسة للولايات المتحدةالأمريكية وستكون عظيمة، ثم عادت وأكدت أنّ كلينتون ستكون أول رئيسة لكنها بالتأكيد لن تكون الأخيرة. هل يوقف الفن مسيرة ترامب نحو البيت الأبيض؟ وقع نحو مائة من مشاهير هوليوود على عريضة تدعو إلى “الاتحاد ضد الكراهية” بالتصويت لمنع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، من الفوز بالرئاسة، وجاء في نص العريضة التي نشرت على موقع “يونيت إيغينست هيت” الإلكتروني حينها: “نحن ائتلاف من الفنانين الذين ينضمون اليوم إلى ملايين الأمريكيين الملتزمين بمنع مرشح الحزب الجمهوري “دونالد ترامب “من أن ينتخب رئيساً للولايات المتحدة، نعتقد أنه من مسؤوليتنا استخدام شهرتنا للفت الانتباه إلى مخاطر رئاسة ترامب، ومن بين الموقعين على العريضة، الممثلون “مارك رافالو”،” كيري واشنطن”، “جوليان مور”، “لينا دانهام”، ونجوم الموسيقى “راسل سيمونز”، “مايكل ستايب”، “موبي ودي جي سبوكي”، إضافة إلى كثيرين آخرين”، كما تضيف العريضة التي ترعاها جمعية “موفيون دوت أورغ” التقدمية “نعتقد أنه من مسؤوليتنا استخدام شهرتنا للفت الانتباه إلى مخاطر رئاسة ترامب”، وتابع الموقعون، ومن بينهم أيضا “جين فوندا” و«باتريسيا أركيت” و«وودي هاريلسون”، أن “خطابات “ترامب” ومقترحاته السياسية، تستبعد وتؤذي المكسيكيين واللاتينيين وتسيء إلى سمعتهم، كما السود والمسلمين وأولئك الذين يقدمون لهم الرعاية الصحية، والآسيويين واللاجئين”، وهي ما تذمر له الممثلون والمغنون، لاسيما وأن منهم من السود ذوي الأصول الإفريقية والأوربيين والمكسيكيين، وكذا من أعلنوا إسلامهم من المشاهير، وهو ما وحد صفهم وجعل منهم يدا واحدة لاستخدام شعبيتهم في محاولة للإطاحة بدونالد. “دونالد ترامب”.. “لا أحبكم ولا أصبر على موسيقاكم” عبر عدد من المغنيين عن جام غضبهم من تصرفات مرشح الحزب الجمهوري “دونالد ترامب”، لألحان موسيقاهم في تجمعاتهم وحملاتهم الانتحابية فعندما أرسل محامو نجم فريق إيروسميث، “ستيفن تايلر”، رسالة تحذير إلى إدارة الحملة الانتخابية ل«ترامب” في العام الماضي، تطالب السياسي، بالكف عن استخدام أغنية الفريق “دريم أون” في تجمعات انتخابية واسعة في الولاياتالمتحدة، وقال محتواها إن ترامب أعطى “انطباعا كاذبا” أن “تايلر” يدعم سعي “ترامب” للترشح للرئاسة، ورد “ترامب” في تغريدة على تويتر، قائلا “إن لديه الحق القانوني لاستخدام الأغنية، ولكنه وجد “واحدة أفضل لوضعها في مكانها”، وأضاف أن “ستيف تايلر” قد حصل على شهرة لهذه الأغنية تفوق ما حصل عليه في 10 سنوات، وكان رجل الأعمال قد استخدم في وقت سابق أغنية “نيل يونغ”، أغنية “روكن ان ذي فري ورلد” كرد غاضب، عندما كان جورج بوش الأب يعلن ترشحه، وطالب يونغ المعروف بليبراليته، ترامب بالتوقف عن استخدام أغنيته وأعلن تأييده للمرشح الديمقراطي “بيرني ساندرز” بدلا عنه، واستخدم ترامب موسيقى أغنية فريق “إنها نهاية العالم كم نعرفها”، ما دفع بمغني الفريق “مايكل ستيب” إلى إصدار بيان شديد اللهجة، خاطب ترامب فيه “لا تستخدم موسيقانا أو أي صوت في تمثيلية حملتك الانتخابية المغفلة”، وقد لوحظ استخدام السياسي لأول مرة لأغنية “أديل” في تجمع عقد في ليكسينغتون بجنوب كارولينا، الأمر الذي دفع بمحرر شؤون أمريكا الشمالية في “بي بي سي”، “جون سابيل”، للتعليق بأن الأمر كان “خلطة غير مناسبة”. كما استنكرت مغنية البوب الشهيرة “أديل”، في بيان أصدرته استخدام، دونالد ترامب، لموسيقى إحدى أغانيها في أحد تجمعاته الانتخابية.