رابح قموح على سعدان ألا يخطئ في حق اللاعبين الذين أبعدهم محال نهزم إنجلترا.. والمفاجأة دائما واردة ارتبط اسمه لسنوات طويلة بمولودية قسنطينة، كان أحد مدللي الكرة الجزائرية نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات، لعب للمنتخب الوطني في أعز أيامه وحصل له شرف المساهمة في تأهيل "الخضر" إلى مونديال 82 بمعية بلومي، ماجر، زيدان، ڤندوز، فرڤاني. اختفى لمدة تزيد عن ال25 سنة، وحتى لما اتصلنا به لمحاورته اندهش لاهتمام الصحافة الجزائرية به بعدما أسقطته من مفكرتها دون أي سبب مقنع، في وقت يحتكر لاعبون آخرون الصفحات الأولى للجرائد. رابح قموح يعود في هذا الحديث الحصري الذي خص به "الشروق" للحديث عن أجمل فترات مشواره الكروي الذي قضاه -كما قال- في الموك وتلك الأيام التي ستبقى راسخة في ذهنه، معرجا على تجربته الدولية مع الخضر قبل أن يعود بنا للحديث عن المنتخب الحالي. السيد قموح أهلا بك على صفحات الشروق من الجزائر، لماذا كل هذا الغياب؟ سبحان الله صحيفة جزائرية تذكرتني وتريد أن تحاورني، لا أكاد أصدق، لأن الجرائد الجزائرية أسقطتني من حساباتها وربما لا تعرف لاعبا اسمه قموح، لعب للمنتخب الوطني وكان نجم "الموك" والكرة في الشرق لعدة سنوات، المهم مرحبا بك وبالشروق أنا مستعد للتحدث معك عما شئت. أريد كبداية لحديثنا أن نعرف سبب غيابك أنت أيضا عن الأنظار، ربما أردت طيلة ال25 سنة الماضية الإبتعاد عن الأضواء؟ لا، بالعكس لماذا أختفي عن الأنظار، لقد قدمت الكثير لكرة القدم في بلدي وفي نيم الفرنسية ولا أرى لماذا أختفي، فأنا حاضر دائما، لكن الصحافة سامحها الله لم تلتفت إلي، توقفت عن الممارسة منذ مدة، أبلغ حاليا من العمر 58 سنة، أنا متقاعد، وأهتم حاليا بعائلتي الصغيرة بعيدا عن الأضواء ولا أمارس أي نشاط، أقيم دائما بمدينة نيم التي لم أغادرها منذ التحقت بفرنسا. تقصد أنك ابتعدت عن ميادين كرة القدم؟ نعم، توقفت كلية الآن، في السابق بعد اعتزالي الملاعب أشرفت على تدريب الفئات الصغرى لنادي نيم، وبعدها لما وصلت إلى سن التقاعد قطعت كل صلة بالكرة ماعدا مع ابني بلال الذي يلعب في تشكيلة الأشبال للفريق اهتم به وبمبارياته وأتابع باهتمام كبير مسيرته الكروية، وإن شاء الله سيبرز أكثر مستقبلا. وفي أي منصب يلعب وهل حقا تراه خليفتك في المنتخب الوطني؟ يلعب كوسط ميدان هجومي، يتمتع بإمكانات كبيرة، في نظري وكل متتبعي الفريق هو قادر على الذهاب بعيدا لو يهتم أكثر ويسمع للنصائح التي أقدمها له والمدربون الذين يشرفون عليه. بما أنك تقيم بمدينة نيم أكيد أنك تعرف جيدا المدافع عبد الرؤوف زرابي الذي يلعب للنادي المحلي؟ كيف لا أعرفه، هو بمثابة ابني أو أخي، علاقتي به أكثر من عائلية، نلتقي يوميا وأتابعه باهتمام كبير وأعتز بمعرفة هذا اللاعب المتخلق الذي ولحد الآن لازالت لم أفهم سبب إبعاده من المنتخب الوطني. يقال أن سعدان تخلى عنه لأسباب انضباطية؟ هذا ما قاله لي هو أيضا، في نظري اللاعب الذي يسأل المدرب عن سبب عدم إشراكه لا يمكن أن ندرج ذلك في خانة الممنوعات والأمور الانضباطية، فحتى في الأندية المحترفة يحدث أن يطالب اللاعب مدربه بتوضيحات عن أسباب عدم إشراكه خصوصا إذا كان يعتقد أنه قادر على اللعب وتقديم إضافة للفريق. في نظرك إذن زرابي أحق بالعودة للمنتخب من جديد؟ نعم، شخصيا أتابع مباريات نيم وكل الأنصار يجمعون أن عبد الرؤوف من بين أحسن اللاعبين في التشكيلة وبإمكان المدرب أن يشركه على الرواق الأيسر وحتى في وسط الدفاع ولا أرى صراحة سببا في عدم وضعه في القائمة التي ستسافر إلى جنوب إفريقيا. بما أنك فتحت صفحة المنتخب الوطني، مارأيك في التشكيلة الحالية؟ منتخبنا جيد، وقادر على الذهاب بعيدا في المونديال والمنافسات الدولية المقبلة والمشوار الذي قطعه لحد الآن دليل على قوته والعمل الكبير الذي قام به اللاعبون والمدرب رابح سعدان الذي يعود له كل الفضل في وصول الخضر إلى هذه الدرجة بدليل أنه بدأ عمله من نقطة الصفر وهاهي الثمار تظهر وفي نظري ليس هناك أي دافع أو عذر لاتهام سعدان بالتقصير. ومن هو اللاعب الذي ينال إعجابك أكثر في المنتخب الوطني؟ ليس هناك أي لاعب يثير إعجابي أكثر من الآخرين، كل الفريق يعجبني حتى وإن أسجل بعض النقاط السوداء فيه. ما هي هذه النقاط السوداء التي تتحدث عنها؟ لاحظت عدة نقائص لاسيما في تنظيم اللعب، واسترجاع الكرة وأيضا في الاحتفاظ بها لمدة أطول، لاعبو المنتخب الوطني حسب ما لاحظته يلعبون بطريقة غير منظمة ولا يبذلون مجهودا كبيرا في هذا الاتجاه، والفرص التي تتاح لهم غالبا ما تتم بصفة عشوائية، ويعجزون على الاحتفاظ بالكرة لمدة طويلة، وهذا ليس ذنب سعدان لأن هذا الأخير قام بعمل كبير طيلة الثلاث سنوات الماضية، لقد انطلق في العمل مع لاعبين متواضعين فنيا ومع مرور الأيام أوصل الفريق إلى هذه الدرجة. وأين تكمن قوة المنتخب الحالي؟ في الإرادة فقط، اللاعبون الحاليون عازمون على تحسين صورتهم ويريدون المشاركة في الكان وفي المونديال، لذلك يبذلون مجهودا كبيرا فوق الميدان. وما رأيك في قرار سعدان بإبعاد بعض اللاعبين المحليين الذين بدؤوا معه المشوار أمثال زاوي،رحو، وبابوش؟ ربما وجد من هم أحسن منهم، صحيح هناك عدة أسماء يتداولها الإعلام هناك في الجزائر، شخصيا لا أعرفها جيدا لكن أظن أن سعدان لديه معلومات تقول أن هؤلاء في المنتخب أحسن من الذين تخلى عنهم، المهم أن اللاعب الذي سيشارك في المونديال يجب أن يستحق المشاركة ولا أتمنى له أن يخطئ في حق أي لاعب كما أعتقد أن مستوى اللاعب الإحتياطي لا يختلف عن مستوى زميله الأساسي حتى يقدم دوره على أكمل وجه لما تتاح له فرصة الدخول، وهل تسمح لي بقول كلمة أخرى تحضرني الآن.. ماهي؟ أعتقد أن الناخب الوطني أخطأ في حق لاعب آخر، وأقصد لموشية الذي يعد في نظري أحد أحسن اللاعبين في المنتخب لأنه فعلا ممتاز في استرجاع الكرات ولو يستدعيه للمونديال سأكون سعيدا. لكن اللاعب أخطأ في حق المدرب في كأس أمم إفريقيا الأخيرة لذلك أبعد؟ هذا ليس مبررا كافيا، لاعبون كثيرون أخطاؤا في حق مدربيهم في كل المنتخبات ولم يبعدوا، أظن أن مصلحة المنتخب قبل كل شيء، بإمكان سعدان أن يعاقبه بطريقة أخرى، كأن يحرمه من جزء من مستحقاته أو بحرمانه من مزايا أخرى، بينما ما يتعلق بالمشاركة في المونديال أين تكون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، لا أرى لماذا يبعد، بصراحة لو أطأ لاعب آخر من كوادر الفريق هل يبعد؟ أترك الإجابة للجمهورالجزائري. قلت لي قبل قليل أن المنتخب الوطني قادر على إحداث المفاجأة في المونديال هل تقول هذا عن قناعة أم من باب الوطنية؟ لا أقصد أننا قادرون على الفوز بكأس العالم، بل ممكن أن نحدث بعض المفاجآت مثلما فعلناه في مونديال إسبانيا، من المستحيلات أن نهزم المنتخب الإنجليزي، لكن في مناسبة واحدة قد نهزمه بفعل المفاجأة، ألمانيا هزمناها مرة واحدة ولو عاودنا مواجهتها عشرات المرات كانت ستهزمنا. إذن قد نهزم إنجلترا؟ لم لا؟ لكن لا يجب المطالبة بأكثر من ذلك. والولايات المتحدة؟ شاهدتهم في كأس ما بين القارات الأخيرة، منتخبهم قوي جدا بدنيا، صعب جدا الفوز عليهم. وسلوفينيا؟ هي أشبه بمالاوي، كنا نراهم الأضعف في كأس أمم إفريقيا، لكن يوم المنافسة هزمونا بثلاثية كادت أن تفجر منتخبنا لولا التدارك في المباراة أمام مالي. وكيف هي علاقتك باللاعبين السابقين؟ الحمد لله، نلتقي عادة في إطار الودادية، مع ڤديورة، منقلتي، قريشي، منصوري وبويش ناصر، حتى هاتفيا نتحدث بيننا وكل واحد يسأل عن الآخر مثلا أنا شخصيا أتحدث تقريبا كل أسبوع مع منصوري فوزي ومنقلتي. وعادة تتذكرون أيام زمان؟ بطبيعة الحال، كنا بمثابة إخوة في المنتخب الوطني، عشنا سويا وسافرنا سويا، والعلاقة بيننا أصبحت وطيدة مع مرور السنوات. ولا زلت بدون شك تتذكر أيام زمان؟ حتى لو ما أزال أتذكرها وأحدث أبنائي كثيرا عنها إلا أن أجمل أيام حياتي قضيتها في مولودية قسنطينة مع "ناس" سيرتا الذين أحبوني كثيرا وتعلقت بهم، صدقني لما أتذكر أيام الموك تكاد الدموع تذرف من عيني لأنني عشت أسعد أيامي هناك بالرغم من أنني لست ابن قسنطينة، جئت من عنابة ورحبوا بي وبالمناسبة أحيي كل القسنطينيين. وهل تتابع أخبار البطولة الوطنية؟ أشاهد تقريبا كل المباريات التي تبث على الفضائية، أعجبتني المباريات المحلية العاصمية لاسيما مبارتي المولودية وشباب بلوزداد واتحاد العاصمة، لقد أعجبوني كثيرا. وشاهت بدون شك مباراة الموك والسنافر مؤخرا؟ من فضلك لا تذكرني بتلك المباراة، لم أر شيئا فيها، المستوى تراجع كثيرا، لا أدري ماذا أصاب الكرة القسنطينية في السنوات الأخيرة، أصبحت عاجزة على إنجاب ولو لاعبا واحدا يحمل الألوان الوطنية. وهل لديك من إضافة رابح؟ أحيي كما قلت لك من قبل سكان قسنطينةوعنابة مسقط رأسي، خصوصا رئيس عنابة السابق ويناز وطبعا جريدة الشروق التي تذكرتني.