تراجعت أسعار النفط في الأسواق العالمية بأكثر من 1.9 بالمائة بعد إغلاقها، الإثنين، على ارتفاع فاق 3 بالمائة، متأثرة بتباين آراء المشاركين في المنتدى الدولي للطاقة الذي تحتضنه الجزائر، بين متفائل ومتشائم مع تضاؤل الآمال بحصول اتفاق في الجزائر بين أوبك وكبار المنتجين خارجها خصوصاً روسيا. وذكرت وسائل إعلام، أن المملكة العربية السعودية جددت عرضها، الثلاثاء، في اجتماع الجزائر، تخفيض إنتاجها النفطي 500 ألف برميل يوميا مقابل تثبيت إنتاج إيران عند 3.6 ملايين برميل يوميا. وأضافت المصادر أن إيران رفضت المقترح السعودي وتدخلت والجزائر كوسيط للتوصل إلى حل لاستقرار أسواق النفط. وكان وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنغنة، قد أكد الثلاثاء، أن بلاده لا تحبذ أن يفضي الاجتماع غير الرسمي لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" المقرر الأربعاء بالجزائر إلى قرار رسمي بشأن إنتاج المنظمة. من جانبه، صرح وزير النفط النيجيري، إيمانويل كاتشيكوف، في تصريحات لقناة "سكاي نيوز عربية"، إن العراق وليبيا يشكلان عقبة أمام توافق دول منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في الجزائر. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، في تصريح صحفي، الثلاثاء، على هامش مشاركته في المنتدى الدولي للطاقة المنعقد في الجزائر العاصمة: "نخطط لعقد لقاءات مع نظرائنا من إيران و السعودية هذا اليوم...أعتقد أن تجميد إنتاج النفط عند مستوياته الحالية سيعود بالفائدة على روسيا...لكننا نسعى إلى مناقشة المسألة بحيث تفضي إلى اتفاق يناسب جميع الدول المشاركة". وصرح نوفاك أن القرار يجب أن يتخذ داخل "أوبك" وأن بلاده لم تتخذ القرار النهائي بالمشاركة في الاجتماع، لكنها مستعدة لمناقشة جميع الخيارات المطروحة. وبالرغم من موافقة إيران على المشاركة في الاجتماع إلا أن وزير النفط الإيراني، بيغن زنغنه، أكد أن مشاركته تقتصر فقط على تبادل الأفكار حول إمكانية تجميد أو خفض إنتاج النفط. "أنا هنا لتبادل الأفكار، ولا شيء أكثر من ذلك". ولم يكن موقف وزير الطاقة السعودي خالد الفالح بعيدا عن نظيره الإيراني إذ أكد أن المحادثات بين المنتجين من أعضاء منظمة "أوبك" ومن خارجها في الجزائر هذا الأسبوع لا تتعدى كونها "تشاورية". وهذا ما يثير الريبة والشك في فرص نجاح المنظمة باتخاذ أي قرار يتعلق بسياسات الإنتاج. أما موقف الإمارات فجاء محاكيا للموقف الروسي وداعما لجميع الحلول والمقترحات المطروحة، إذ قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي: "نأمل أن يتوصل جميع المشاركين في الاجتماع إلى اتفاق ... ويمكننا التوصل إلى حل لتحقيق الاستقرار في السوق... الإمارات العربية المتحدة دائما تدعم الحلول المتفق عليها بالإجماع". من جانبه، أكد وزير النفط الفنزويلي إيولوخيو ديل بينو، أن بلاده مستعدة للانضمام إلى اتفاق بشأن تثبيت إنتاج النفط. ويلتقي أعضاء أوبك على هامش المنتدى الدولي للطاقة الذي يجمع بين المنتجين والمستهلكين.