يعاني سكان قريتي بوخازم وأولاد عبد الوهاب، التابعتين لبلدية معالة شمال البويرة، من تواصل انعدام شبكة مياه الشرب لسنوات عدة، بالرغم من وجود ثاني أكبر سد بالجزائر على بعد مئات الأمتار فقط عن قريتهم، فيما يعاني أبناؤهم انعدام التأطير التربوي بالمدرسة الوحيدة مما حرمهم من التعليم منذ الدخول المدرسي وإلى غاية اليوم، إضافة إلى انعدام الإنارة العمومية عبر مسالك القريتين المعزولتين. لم يشفع وجود سد كدية أسردون، الذي يعتبر ثاني أكبر سد بالجزائر، الموجود بإقليم بلدية معالة، لسكان قريتي بوخازم وأولاد عبد الوهاب والعديد من القرى الأخرى في الاستفادة من مياه الشرب انطلاقا من الأخير، حيث لا يزال سكان تلك القرى يعانون العطش وتعب رحلة البحث عن مياه الشرب من الينابيع والآبار الخاصة ومن مسافات بعيدة، حيث عزا السكان سبب تواصل انعدام شبكة مياه الشرب إلى تقاعس السلطات في تخصيص مبالغ مالية لإنجازها ووضع حد لمعاناتهم مع رحلتهم الشاقة لجلب المياه عبر ربطهم بمياه السد، مضيفين أنه حتى مشاريع حفر آبار ارتوازية بالقريتين لم تستكمل وبقيت متوقفة لسنوات دون أن تتحرك تلك السلطات من أجل استكمالها. وما أثار دهشتنا واستياء أولياء تلاميذ القريتين هو انعدام الأساتذة والتأطير الإداري بالمدرسة الوحيدة بالمنطقة لهذه السنة، بالرغم من أننا نعيش الشهر الثاني للدخول المدرسي، حيث وعدت الجهات المعنية بتوفير الأساتذة في القريب العاجل دون أن يتحقق ذلك إلى غاية كتابة هذه الأسطر، فيما يضطر التلاميذ إلى الحضور كل صباح أمام باب المدرسة دون أن يجدوا من يستقبلهم ويدخلهم إليها لتلقي تعليمهم مثل أقرانهم بالمناطق الأخرى. ويطالب السكان السلطات المحلية بضرورة فك العزلة عن قراهم عبر تخصيص مشاريع تنموية من شأنها التخفيف من معاناتهم على غرار توفير شبكة مياه الشرب وربط منازلهم بها، فضلا عن توفير الأساتذة ومدير للمدرسة في أقرب الآجال قصد ضمان تمدرس أبنائهم، إضافة إلى توفير شبكة الإنارة العمومية عبر المسالك وما تشكله من أهمية في ضمان وتدعيم الأمن بها. وهو ما من شأنه حسبهم إنهاء حالة العزلة والتهميش التي تضرب قراهم منذ الاستقلال.