شل أمس، عشرات من شباب قرية بوخازم مقر بلدية معالة، التابعة اقليميا لدائرة الأخضرية، ولاية البويرة، وقاموا باغلاق أبواب ومصالح البلدية منذ الساعات الأولى الأولى. احتجاجا على ما أسموه بسياسة التهميش والاقصاء الممارسة في حقهم من طرف السلطات المحلية، وكذا معاناتهم اليومية مع ندرة المياه الصالحة للشرب والطريق غير الصالح للاستعمال الذي يربط قريتهم بمقر البلدية. وقال أحد المحتجين رغم أننا نتبع لبلدية تحتضن ثاني أكبر سد في الجزائر وهو سد كدية أسردون، الا أننا نعاني العطش وندرة المياه الصالحة للشرب. وأضافك " السلطات المحلية تتعامل معنا كمواطنين من الدرجة الثانية وتتعامل مع مواطنيها بمحاباة ومحسوبية، بحيث وفرت بدائل وحلول لسكان بعض القرى، وتناست قريتنا، برغم الشكاوي التي تقدمنا بها لمصالحها، الا أنها بقيت حبر على ورق ". وأضاف محتج آخر: " اننا نعيش عزلة قاتلة فنحن محرومون حتى من طريق صالح للحركة، فالتنقل من القرية الى مقر البلدية هو بمثابة حلم خاصة في فصل الشتاء، بالنظر لحالة الطريق، فهو عبارة عن مسلك ترابي معرض للانزلاقات والتوحل مع أول قطرات المطر ". وأضاف: " في كل شتاء نقضي اياما وأسابيع معزولين عن العالم فلا دخول ولا خروج من القرية ومن مرض منا فليمت ومن احتاج شيئا فليعض نواجده، وحتى تلاميذ المدارس ينقطعون عن مزاولة دراستهم. ورغم أن الجميع يدرك ويعرف وضعيتنا الا أن قريتنا يمر عيها العقد الخامس من الاستقلال ولا أحد يفكر في فك عزلتها ". ولدى اتصالنا بمسؤولي البلدية اعترف نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي، بشرعية مطالب المحتجين، وصرح بأن البلدية تسعى للتكفل بانشغالات المواطنين، الا أن امكانياتها المحدودة لا تسمح لها بانجاز مشاريع للتموين بالماء الشروب، أو تعبيد الطريق لفك العزلة عن سكان القرية. وأضاف أننا استقبلنا المحتجين وسنرفع مطالبهم للسلطات الوصية من أجل تسجيل مشاريع قطاعية للماء الشروب والطريق وحتى الانارة العمومية. للاشارة قرية بوخازم والقرى المجاورة لها كالقنوات واولاد عبد الوهاب شهدت نزوحا كبيرا خلال العشريتين الاخيرتين بسبب الارهاب، وبسبب انعدام ظروف الحياة والعزلة الخانقة، بحيث يفتقد ما تبقى من سكان لآدنى الشروط كالطريق والمواصلات والمياه والخدمات الصحية، وفرص الشغل والتهميش الاداري. اذ لا زال هؤلاء يعتمدون في تنقلاتهم على الدواب ويحصلون على مياه الشرب من المصادر والعيون العشوائية، كما يعانون كثيرا في التنقل الى مقر البلدية.