بعد نفاد صبرهم من الوعود "الوردية" مثلما وصفوها، وإثر تدهور الوضع التنموي لسكان بلدية سيدي سليمان عامة وبلدة مقّر على الخصوص، خرج أول أمس عشرات شباب وأهالي البلدة إلى الشارع للتعبير عن سخطهم لتجاهل السلطات المحلية لمطالبهم في التنمية والشغل والبنى التحتية. الغاضبون من شباب القرية أغلقوا الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين تقرت وبسكرة والذي يربط بين جنوب وشرق الوطن لمدة أكثر من 4 ساعات، منعوا من خلالها مرور الشاحنات التابعة للشركات البترولية والوطنية التي بقيت محتجزة على حواف الطريق من أجل لفت انتباه السلطات التي هرولت إلى مكان الاحتجاج من خلال رئيس بلدية سيدي سليمان ورئيس دائرة المقارين اللذين فشلا في إقناع المحتجين الذين طالبوا بحضور الوالي المنتدب شخصيا لإيجاد حل ملموس ومستعجل لقضية الساعة المتعلقة بانسداد المجلس الشعبي لبلدية سيدي سليمان منذ شهر أفريل الماضي، والذي انعكس سلبا على كل مشاريع التجمعات السكانية الكبرى بسبب تجميد وتوقف جميع المشاريع المبرمجة لعدم انعقاد المداولات والمصادقة عليها، كما طالب الشباب خلال هذه الوقفة الاحتجاجية بتسريع توزيع الأراضي السكنية ومطالبة الوالي المنتدب بإيفاد لجنة إلى الوكالة المحلية للتشغيل بالمقارين لفتح تحقيق في إقصاء شباب بلدية سيدي سليمان من عروض العمل التي تصل للوكالة. كما طالب المحتجون من الوالي تحقيق سياسة التوازن التنموي بعد إقصاء قريتهم من عديد المشاريع كالتهيئة العمرانية والإنارة العمومية والمرافق الحيوية وخاصة الشبانية والرياضية والصحية منها، كما اشتكى المواطنون من ارتفاع غير مبرر لفواتير المياه والكهرباء. وركّز المحتجون في حديثهم ل "الشروق" بالإضافة إلى ملف الشغل والتنمية، على تهيئة ساحة اللعب الوحيدة بالبلدة وترقيتها إلى ملعب تمتص وقت فراغ الشباب والمراهقين الذين أصبحت تتربص بهم الآفات الاجتماعية، بالإضافة إلى أن هذه الساحة يتدرب على أرضيتها الخطيرة الفريق الوحيد لبلدية سيدي سليمان في القسم الجهوي الأول لرابطة ورقلة وهو وفاق مقّر منذ تأسيسه سنة 1993. جدير بالذكر أن المحتجين فتحوا الطريق في وجه حركة المرور بعد 4 ساعات من الاحتجاج بعد تلقيهم ضمانات من مصالح المقاطعة الإدارية تقرت، لضبط موعد للقاء مفتوح مع ممثلي الشباب والمجتمع المدني لبلدية سيدي سليمان مع الوالي المنتدب لمناقشة وضعية البلدية وإيجاد حلول للمشاكل المتراكمة.