قادة اسرائيل لا يخفون قلقهم الوجودي من حين لآخر ولا يطمئنهم الى ماهم عليه سوى ابتسامات غبية تأتيهم من هذا المسؤول العربي او ذاك، ومفاوضات يمارسون فيها خوفهم وقلقهم ولا يسعدهم شيئا من تنازلات القوم الذين اعتبروا ان التنازل شطارة سياسية وفن الممكن التافه .. * ايهود أولمرت رئيس بلدية القدس سابقا ورئيس وزراء اسرائيل الحالي يقول إن وجود دولة فلسطينية هو ضمانة لاستمرار وجود دولة اسرائيل، وعندما سئل شارون لماذا ينسحب من غزة قال: انسحب من غزة لأحمي دولة اسرائيل. * مركز دراسات بموسكو نشر مؤخرا بحثا مستفيضا يتحدث بطريقة منهجية علمية عن السقوط القريب للكيان العنصري الاستيطاني في اسرائيل، وان عام 2020 لن يشهد وجود دولة اسرائيل .. وكذلك تذهب دراسات عديدة قام بها أكاديميون بريطانيون واسرائيليون ..وفي لقاء لكبير حاخامات ناطوري كارتا وهم حركة يهودية غير صهيونية قال: إننا مستعدون للنزوح اذا أراد الفلسطينيون منا ذلك. * نحن لا نحاول التحليق بعيدا عن الواقع أبدا ولكننا نريد ان يقرأ الجميع من صناع القرار الواقع كما هو ..ان أزمة حقيقية من تلك التي تقصم ظهر المجتمعات تدخل على اسرائيل من كل البوابات ليس فقط في تنامي روح المقاومة العنيفة ضدها لدى الفلسطينيين والعرب والمسلمين، وهذا وحده خطر كبير على وجود اسرائيل ولكن ايضا، ولعل هذا الاهم، ان الكيان الصهيوني العنصري يتآكل من داخله بعد ان أصبح مزيجا غير متجانس بل متنافرا ومستقطبا الى استقطابات ستعصف به.. * استقطابات اقتصادية وأخرى عرقية وثقافية، ورغم عملية الكبس بالضغط والاغراء على التجمع الصهيوني الا ان شقوقه آخذة في التعمق.. فيكفي ان نعلم ان نصف المهاجرين الى اسرائيل من الدول الاشتراكية هم ليسوا يهودا بل مسيحيين كما كان عدد كبير من الفلاشا ليسوا يهودا بل مسلمين. * ان الفلسطينيين والعرب يعطون إسرائيل فرصة إضافية في الحياة كتجمع عنصري استيطاني، وذلك من خلال مبادراتهم للسلام المسموم معهم لأن مثل هذه المبادرات والمفاوضات وفتح جسور العلاقات مع اسرائيل انما هي بمثابة مسكنات تزود بها وسائل الاعلام الاسرائيلية الموجهة للناس المطحونين الذين يستهلكون من المهدئات الكيماوية نصف ما يصرف من أدوية بإسرائيل وكأعلى نسبة استهلاك للمهدئات بالعالم. * الاسرائيليون على بوابات النزوح، هكذا ينبغي للمثقف العربي والسياسي العربي ان يمتلئ يقينا لكي تتحسن لغتنا في اتجاه صناعة مستقبل يليق بأمتنا.