استولت ميليشيات مسلحة في العاصمة طرابلس على مقر مجلس الدولة ومبنى التلفزيون الرسمي، وقررت إعادة تنصيب حكومة الإنقاذ الوطني السابقة بدلا من حكومة الوفاق الوطني الحالية المعترف بها دوليا بقيادة فايز السراج. وحلت حكومة السراج في شهر أفريل الماضي محل حكومة الإنقاذ الوطني في طرابلس بقيادة خليفة الغويل. غير أن الأخير لم يعترف بحكومة السراج التي تراهن الأممالمتحدة ودول كبيرة عليها في مواجهة الإرهاب وبسط السيطرة على ليبيا. وأعلن الغويل مساء الجمعة "استعادة السيطرة على مجلس الدولة" وهو هيئة استشارية تابعة لحكومة الوفاق، مثلما نقلت "بي.بي.سي". وقال الغويل في بيان: "جميع أعضاء مجلس الدولة جُمِّدت مهامهم". وهددت حكومة السراج في بيان باعتقال "هؤلاء السياسيين... الذين يحاولون خلق مؤسسات موازية وزعزعة استقرار العاصمة طرابلس". وأدانت "الجهود الهادفة إلى النيل من الاتفاق السياسي"، منددة باستيلاء "مجموعة مسلحة" على مجلس الدولة. وقال الغويل إنه "مستعد لتشكيل حكومة وطنية جديدة" من أجل "إنقاذ البلد من الأزمة" بعدما أعلنت أن حكومة السراج المعترف بها من المجتمع الدولي "باطلة". وفرضت أطراف دولية في وقت سابق عقوبات على الغويل، وجدد الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي هذه العقوبات. ورغم التقارير التي تشير إلى سيطرة قوات موالية للغويل على التليفزيون الليبي، فإنه يبدو أن التليفزيون قدم برامجه بشكل اعتيادي هذا الصباح، حسب قسم المتابعة الإعلامية في "بي بي سي". وتحظى حكومة السراج باعتراف المجتمع الدولي الذي يأمل في أن تتمكن من القضاء على المجموعات الإرهابية، بما فيها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية ومكافحة تجارة تهريب البشر لوقف المهاجرين غير الشرعيين الذين ينطلقون من السواحل الليبية. وعلى صعيد التطورات العسكرية، قال مسؤولون عسكريون ومصادر طبية، إن القوات الموالية للحكومة الليبية تقدمت في منطقة أخرى، ضمن معركتها لتحرير مدينة سرت من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وإنّ الاشتباكات أسفرت عن سقوط 14 قتيلا منها. وبعد قتال استمر ستة أشهر وبدعم من غارات جوية أمريكية أوشكت القوات الليبية المتحالفة مع الحكومة المدعومة من الأممالمتحدة في طرابلس على القضاء على آخر فلول تنظيم الدولة الإسلامية في سرت مسقط رأس معمر القذافي. وقال مسؤولون عسكريون لوكالة "رويترز" إن قتالا عنيفا دار في شوارع منطقة الجيزة البحرية واستخدمت فيه دبابات وعربات مدرعة مزودة بمدافع آلية ثقيلة بالإضافة إلى غارات جوية لاستعادة منازل استولى عليها مقاتلو الدولة الإسلامية. وقال أحمد هدية أحد المتحدثين باسم القوات الموالية للحكومة ومعظمها من مدينة مصراتة، إن قوات البنيان المرصوص توغلت نهاية الأسبوع في الجيزة البحرية وإن طائرات القوات الليبية أصابت سيارة ملغومة. وقال أكرم قليوان المتحدث باسم مستشفى مصراتة المركزي لرويترز إنّ 14 من القوات الموالية للحكومة قُتلوا، كما أصيب أكثر من 20 في الاشتباكات التي دارت الجمعة. وعلى صعيد آخر، أعلن وزير القوى العاملة في مصر، محمد سعفان، أنه في إطار دور الوزارة للحفاظ على حقوق العمالة العائدة من ليبيا، عقب الأحداث التي مرت بها من 2011 حتى عام 2015، تم حصر تلك العمالة وتسجيلها بالحاسب الآلي بالوزارة، ووصل إجماليها إلى 307 ألف و217 عامل، عملوا في ليبيا وعادوا اضطرارا نتيجة هذه الأحداث. وكشف الوزير السبت أنه أرسل قرصا مدمجا "CD"، بهذه الأعداد، التي قامت الوزارة بحصرها، إلى وزير العمل والتأهيل بدولة ليبيا لاتخاذ الإجراءات اللازمة نحو تعويض هذه العمالة عما لحق بهم من أضرار جراء هذه الأحداث، مؤكدا أنها مسجلة وفقا لنوع الضرر الذي وقع عليها، سواء كان فقدانا للدخل، أم الممتلكات والعقارات والخسائر التجارية والحسابات المصرفية.