عاد مرة أخرى كابوس الحرائق، التي تلتهم طاولات الخضر والفواكه، في بلدية الدبداب الحدودية شمال ولاية إيليزي، لتتعالى الأصوات مرة أخرى من طرف السكان والتجار، والذين يطالبون السلطات مرة أخرى بإنجاز سوق لفائدة التجار بالبلدية. هذه المرة التهم الحريق نفس الطاولات، ففي حدود الساعة الثالثة بعد زوال الإثنين، فاجأت ألسنة اللهب التجار بينما كان بعضهم في قيلولة، حيث لم يستطيعوا إخماد النيران التي تصاعدت من كل الجهات، بسبب المواد سريعة الاشتعال التي أنجزت منها هذه الطاولات، بالرغم من محاولات المارة والتجار المجاورين لإخمادها، لكن ألسنة اللهب انتقلت إلى الطاولات المجاورة من الخضر، وحتى طاولات الملابس المصفوفة على طول الرصيف المقابل للمسجد، وكذا الأشجار الكبيرة، قبل أن يتدخل عناصر الحماية المدنية التابعين للمركز المتقدم بالدبداب، حيث تمكنوا من إطفاء الحريق، ومنعه من الانتقال إلى الطاولات الأخرى، ليتم تسجيل خسائر مادية معتبرة من الخضر والفواكه ومجموعة من السلع المعروضة للبيع، ولحسن الحظ لم يتم تسجيل أي خسائر بشرية. وعن سبب الحادث، فقد أكدت مصادر للشروق، بأنه كان هناك أطفال يلعبون بالنار، خلف هذه الطاولات مباشرة، أي بمحاذاة الوادي قبل أن تصل هذه النيران إلى الطاولات. هذه الحادثة أعادت للأذهان وبنفس الطريقة الحريق الذي التهم نفس الطاولات وبنفس المكان، والذي وقع في شهر أفريل من سنة 2015، أثناء صلاة الجمعة، عندما تسببت شعلة نارية من قارورة غاز في اشتعال النار في أربع طاولات للخضر والفواكه. وقد تعالت أصوات المواطنين الذين طالبوا بالإسراع في إنجاز سوق تليق بالمنطقة، خاصة من طرف العائلات التي تسكن بجوار هذه السوق، وما أصبحت هذه الحرائق تشكله من هاجس لها، بالإضافة إلى كون بلدية الدبداب حدودية، وتعرف نشاطا تجاريا معتبرا، بالرغم من غلق المعبر الحدودي بين الجزائر وليبيا، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية بهذه الأخيرة، فيما عبر بعض التجار عن استيائهم مما سموه تماطل السلطات، في إنجاز هذه السوق، بحيث اضطروا إلى إنشاء هذه الطاولات على الأرصفة بقارعة الطريق، ما عرضهم إلى جملة من المخاطر، أهمها خطر الحرائق وكذا عدم وجود أماكن لتخزين الخضر والفواكه. من جهة أخرى، حذّر مسؤول شركة توزيع الكهرباء سونلغاز بالدبداب، من الخطر الكبير الذي يهدّد التجار دائما، وهو كون هذه الطاولات جاءت مباشرة أسفل الكوابل الكهربائية غير المغلفة، ما يجعلهم مهدّدين بالخطر في أي لحظة، مضيفا بأن هذه التحذيرات لم تؤخذ بعين الاعتبار. من جهة أخرى أكد مصدر عليم من البلدية، بأن مصالح هذه الأخيرة، قد سجلت فعلا عملية إنجاز سوق مغطاة، وذلك بغلاف مالي قدره ثمانية ملايير سنتيم، من ميزانية البلدية منذ سنة 2013، بحيث أن المناقصة كانت غير مجدية في عديد المرات إلى غاية هذه السنة، إذ تم المنح المؤقت للمؤسسة التي فازت بالصفقة، فيما ينتظر مصادقة لجنة الصفقات بالبلدية للشروع في الإنجاز.