رغم مرور ثلاثة أشهر من توزيع السكنات الجديدة بحي 1200 مسكن بخرايسية، إلا أن النقائص العديدة المسجلة بالحي لا تزال على حالها، فلا المؤسسات التربوية فتحت أبوابها ولا الطرقات والمسالك تم تزفيتها، والأدهى من ذلك الانفجارات المتكررة لأنبوب الماء الشروب، ما يطرح تساؤلات عدة حول المشاكل التي يعيشها الحي. "الشروق" زارت المكان للوقوف على جملة المشاكل التي يعاني منها المرحلون الجدد، والنقائص العديدة التي يتخبطون فيها، حيث أن أشغال تهيئة الطرقات وتعبيدها لازالت جارية، وتم إحصاء عدة نقاط لم تمسها عملية تزفيت الطريق. عبّر عدد من المرحلين الجدد ممن التقتهم "الشروق" عن انزعاجهم الكبير من النقائص التي لمسوها في هذا الحي الجديد، معبرين عن استياءهم من تماطل ديوان الترقية والتسيير العقاري للدار البيضاء في إنهاء الأشغال المتبقية من تزفيت للطرقات وتهيئة للمساحات، بدليل أن بعض الأجراء لم تشملها لحد الآن عملية التزفيت، حيث لا تزال تلك المسالك الترابية على حالها، ما جعل السكان يعانون، خاصة عند تهاطل الأمطار فتصبح الطرقات عبارة عن أوحال. والأدهى من ذلك –يضيف محدثونا- هو الانقطاعات المتكررة للماء بفعل الانفجارات العديدة التي يشهدها الحي في أنابيب المياه التي تتسرب طيلة أيام دون أن يتحرك أحد لإصلاحها، في وقت يتسول السكان قطرة ماء، حتى قال أحدهم إن حياة البؤس في الأحياء القصديرية أرحم مما يعيشونه منذ ترحيلهم إلى الحي الجديد. وقال محمد وهو أحد المرحلين الجدد من قرية الشوك بجسر قسنطينة، إن النقائص التي اصطدموا بها بعد عملية الترحيل لم تنته، بدليل أن الحي بات ورشة مفتوحة لا تنتهي الأشغال بها رغم مرور ثلاثة أشهر، مشيرا أنه في كل لحظة ينفجر أنبوب الماء وتتسرب كميات كبيرة منه دون أن ينتفع أحد منه، وما زاد الطين بلة هو الحفريات التي باشرتها المؤسسات بداخل بعض الأجزاء التي كانت جاهزة إلى وقت قريب. وعن وضعية السكنات، فقد اشتكى محدثنا كثيرا من تسربات مياه الصرف الصحي بسبب مشكل في القنوات المتواجدة في العمارة، ناهيك عن رداءة بعض الأشغال الثانوية بالعمارات، "ما دفعنا إلى التوجه نحو المصلحة الخاصة التي نصبها ديوان الترقية والتسيير العقاري للدار البيضاء قصد تسوية الخلل المتواجد بالشقق". وعما إذا تم توفير المرافق من مساحات اللعب والمحلات والنقل، أشار محدثونا إلى الغياب التام لجميع المرافق، مشيرا أنه لحد الساعة لا وجود لأي مؤسسة تربوية، الأمر الذي ألزمهم قطع مسافات طويلة للوصول إلى المدارس الواقعة ب 834 مسكن أو التوجه نحو مدارس بلدية جسر قسنطينة، في ظل غياب أماكن بالثانويات والاكماليات، وهو الأمر الذي أرقهم كثيرا خاصة مع انعدام النقل المدرسي وعدم تهيئة الطرقات، وما زاد في تأزيم الوضع هو الاكتظاظ الرهيب التي تعانيه تلك المؤسسات التربوية. وما زاد الطين بلة - حسب محدثينا- هو غياب المحلات التجارية الخاصة ببيع المواد الغذائية، باعتبار أنه لم يتم فتح المحلات المنجزة المتواجدة أسفل العمارات، ما يدفعهم إلى التوجه نحو الحي القديم لاقتناء حاجياتهم.