غم حداثة الموقع السكني لحي 350 مسكن، بعين الدزاير ببلدية الدويرة في العاصمة، إلا أنه يعاني عدة نقائص بسبب الغياب الكلي للتنمية بالحي حيث عبر السكان عن تذمرهم الكبير بسبب غياب التنمية بحيهم، الذي يقطنون به، انطلاقا من هشاشة البنايات الحديثة وغير المكتملة، المسلمة إثر زلزال 2003 للسكان بعد أن شيدت في سنة 2002 من طرف ديوان الترقية والتسيير العقاري لبئر مراد رايس. بعد ترحيلهم ليلا إستيقظوا على حجم الكارثة صباحا عبّر المستفيدون من السكنات الاجتماعية بحي الدزاير، عن استيائهم الشديد ل"السياسي" من المعانات اليومية التي يتكبدونها، مؤكدين أن السكنات سلمت قبل أن يتم معاينتها مرة ثانية واستكمال النقائص الموجودة بها، فقد أكدت السيدة »جهيدة« أنهم امضوا ثمان سنوات بشاليهات »دراع القندول« بدرقانة إلا أن فرحتهم لم تتم، مضيفة أنهم انتقلوا إلى هذا الحي بمنتصف الليل يوم 4 سبتمبر، فبعدما كانوا يحلمون بحي جديد مكتمل من جميع المرافق الضرورية إلا أنهم استيقظوا على كابوس لتفاجأ جميع العائلات في صباح اليوم الموالى بحجم الكارثة التي وقعوا فيها بعد الإمضاء على استلام السكنات، مؤكدة أن شاليهات درقانة أرحم من هذا الجحيم، حتى أطفال الحي الذين لم تتعدى أعمارهم 14 سنة علمتهم قساوة الحياة التحدث بطلاقة عن أهم المشاكل التي يعانون منها، ابتداء من المخطط الذي صممت عليه السكنات الذي تميز بالضيق الشديد للغرف التي تتخلها أعمدة بزوايا الغرفة، ما يعمل على الإنقاص من مساحتها وهو ما لاحظته »السياسي« بدخولها لعدة شقق بالحي فقد أكد المواطن »بن جدو محمد« القاطن بالعمارة رقم 24 أن الأعمدة المشيدة في الغرف صعبت عليهم كيفية تنظيمها، بالإضافة إلى الغياب التام للأبواب بالصالون والمطبخ، وهو ما جعل العائلة تعوضها بالستائر، حتي الحنفيات لا تقوم بدورها وكأنها موضوعة للزينة فقط، كما أن مقابض النوافذ القديمة لا تقوم بغلقها بإحكام في ظل الشهر البارد، أما البلاط فحدث ولا حرج فأينما حططت خطواتك بالبيت تحس بإهتزاز الشديد للبلاط وكأنه وضع بدون إحكام. تسربات للمياه داخل العمارة والسكنات كما تطرق السكان إلى إلى معاناتهم الشديدة بسبب الغياب التام للمجاري بالشرفات، فعوض أن تتسرب مياه الأمطار عبر المجاري إلى خارج العمارة يحدث العكس لتتسرب إلى الغرف، وهو ما يجعل العائلات في كل مرة القيام بأعمال تنشيف المياه طيلة تساقط الأمطار ما يحرمهم من النوم إلى غاية الصباح، وهو ما جعل العديد من القاطنين بالحي بتكسير حائط الشرفة من أجل خروج المياه إلى الخارج، ناهيك عن الضيق الشديد للشقق حيث أن السلطات المعنية لم تأخذ بعين الاعتبار حسب السكان لعدد أفراد العائلات في عملية تسليم السكنات، فالكثيرين من يبيت أفرادها بالمطبخ، كما اشتكى المواطنين الذين استلموا شقة بغرفتين من عدم احتواء كلا من الحمام والمرحاض على نوافذ للتهوية، مع تسرب المياه عبر جدرانها، حيث عرفت عدة تشققات وتصدعات على مستوى الجدران والأسقف، بمجرد الضغط البسيط عليها أو محاولة وضع ثقب من أجل تركيب الستائر، ما اضطرت العائلات إلى ترميمها من مالها الخاص وكأنها شقق مر عليها سنوات من السكن بها. بالإضافة إلى اهتراء واجهات البنايات، والمياه المتسربة تحت سلالم العمارة والتي لم يعرف السكان مصدر هذه التسربات، كما يعاني سكان الطوابق الأخيرة من عدم وصول المياه الصالحة للشرب عبر الحنفيات بسبب ضعف قوة المياه. تخوف شديد من انهيار الجبل المقابل للعمارة أهم مشكل تعاني منه العائلات المقيمة بالطابق الأرضي هو التخوف من الانهيار الشديد للجبل المقابل للعمارة، جراء الأمطار المتهاطلة على شرفات الشقق التي تتساوى مع الأرضية بالخارج، وكأن العائلة تعيش بالشارع، بالإضافة إلى الأنبوب الضخم لقناة صرف المياه المتواجد فوق الأرض تماما تحت الشرفة حيث تنتشر الروائح الكريهة والحشرات الضارة المنبعثة من القناة التي طفت على سطح الأرض داخل البيوت، حيث غرقت مؤخرا هذه الشقة بالطابق الأرضي في مستنقعات من الأوحال والمياه التي تفجرت من الأنبوب الذي ترمى به كل مياه سكان العمارة، ما أدى إلى تبلل الأفرشة وتلف الأجهزة وانغمار الشقة بالمياه القذرة، كما يعتبر الأمر الذي يسمح لأي شخص غريب بالدخول إلى البيت بكل سهولة خاصة وأن سكنات الطابق الأرضي لا تحتوي على شبابيك كما هو معمول بها في كل الأحياء الجديدة. انعدام الغاز الطبيعي والإنارة العمومية يؤرق سكان الحي اشتكى معظم سكان الحي من الانعدام الكلي للغاز الطبيعي الذين أنهكهم البحث المتواصل عن قارورات غاز البوتان التي أثقلت كاهلهم وأنهكت جيوبهم المقدرة ب230 د للقارورة والتي تنتهي قبل ثلاث أيام، حيث تعاني العائلات من البرد الشديد ما جعلها تلجأ إلى الاستعانة بالمدافئ الكهربائية، ناهيك عن الغياب التام لشبكة الصرف الصحي بكل الحي ما يؤدي بدخول مياه الأمطار إلى مداخل العمارات محدثة مستنقعات يستحيل المرور عبرها، بالإضافة إلى مشكل تسربات المياه القذرة بالقرب من الإكمالية الناتجة عن الأعطاب الحاصلة على مستوى القناة الرئيسية لصرف المياه، التي تصل حتى مدخل الحي ما تسببت في تلوث المحيط البيئي للحي، حيث أكد أحد المواطنين أنهم نقلوا انشغالهم لديوان الترقية والتسيير العقاري لبئر مراد رايس منذ 3 أسابيع إلا أنهم لم يقوموا بأي إصلاحات في هذا الشأن. كما أشار المواطنين إلى مشكل الإنارة العمومية الغير متوفرة بالحي، فبمجرد حلول الساعة السادسة مساء يغرق الحي في الظلام الحالك مانعا السكان من الخروج من بيوتهم إلا للضرورة القصوى، بالإضافة إلى اهتراء الطرقات الذي زاد الأمر تعقيدا، فالحي لم يعرف أي عملية تهيئة منذ أن وطئت أقدام القاطنين به، والذي لا يزال عبارة عن مسالك ترابية سرعان ما تتحول إلى برك من المياه والأوحال والإنزلاقات الشديدة بمجرد تساقط أولى قطرات الأمطار، كما تعرت الأرضيات المعبدة من طبقة الزفت، وتحولت الطرقات إلى مطبات وحفر يصعب اجتيازها. مؤسسات تربوية بلا تدفئة ولا أساتذة ولا أمن يعاني تلاميذ المدرسة الابتدائية والإكمالية الموجودتين على مستوى الحي، من البرد الشديد بسبب غياب المدافئ في الأقسام الذي يعود إلى الانعدام الكلي لغاز المدينة بالمنطقة، وهو ما أدى بأحد الأساتذة إلى جلب مدفئة كهربائية ووضعها بالقسم من أجل قدرة التلاميذ على مزاولة الدروس بشكل طبيعي، حيث اشتكى أولياء التلاميذ الذين كانوا بصدد انتظار أبنائهم بالقرب من المدرسة الابتدائية التي لازالت بلا اسم لحد الآن تحت اسم الحي »مولين«، من التغيير الشديد للأساتذة مؤكدين أن تلاميذ السنة الثالثة هم بلا أستاذ في الوقت الحالي ففي كل مرة يأخذون دروسهم على يد أستاذ جديد، ما أثر على نتائجهم الدراسية، حيث أن ظروف المدرسة جد متدهورة فالأقسام بدون إنارة، كما أن النوافذ بلا زجاج وهو الأمر الذي يؤدى في كثير من الأحيان إلى تبليل أدوات وطاولات التلاميذ بسبب الأمطار المتهاطلة بالخارج، حيث عمل الأساتذة على غلق النوافذ بالبلاستيك، كما أبدي الأولياء تخوفهم الشديد من الغابة المقابلة للإبتدائية متسائلين عن كيفية إنشاء مؤسسات تربوية بالقرب من الغابة التي تنتشر فيها الرذيلة وتعاطي المخدرات، وهذا ما يثير مخاوف الأولياء من تعرض أولادهم للاعتداءات، حيث أكدت إحدى السيدات أنه تم استدراج تلميذ ذو الثمان سنوات إلى الغابة من طرف أحد التلاميذ الذي يكبره سنا للإعتداء عليه لولا إنقاذه من طرف أحد المواطنين، حيث طالب الأولياء تبديل مدخل المدرسة إلى الباب الخلفي المقابل للحي، الذي يستغله سوى الأساتذة والعاملين بالإدارة. المرافق الضرورية غائبة عن الحي الجديد بمجرد دخول السياسي لحي عين الدزاير لاحظنا الهدوء والسكينة الذي يشهدها الحي، في ظل الغياب التام للمرافق الضرورية الواجب توفرها في أي مجمع سكني جديد، وهو ما أكده لنا جميع السكان القاطنين به الذين عبّروا عن تذمرهم من الغياب التام للمشاريع التنموية بالمنطقة رغم حداثة بناياتها، متسائلين عن كيفية وضع مخطط لبرنامج سكني خال من المرافق العمومية ويفتقر إلى أدنى شروط المعيشة، بدءا من افتقار الحي للأسواق الجوارية، حيث يضطر السكان التوجه إلى وسط دويرة من أجل لاقتناء متطلباتهم اليومية، بالإضافة إلى عدم توفره على مسجد فرغم وجود مصلى بعيد نوعا ما عن الحي إلا أنه لا يضم العدد المعتبر من السكان، الذين يتوجهون إلى دويرة من أجل أداء صلاة الجمعة، كما استاء المواطنين من الغياب الكلي للمراكز الطبية حتى الصيدليات لا أثر لها بالمنطقة، فلا أماكن مخصصة للعب الأطفال ولا مقاهي للكبار. أثار نفسية شديدة على العائلات أكدت السيدة "جهيدة" أن كل السكان الذين كانوا مقيمين بشاليهات درقانة أصيبوا بخيبة أمل كبيرة من جهة السكنات الغير مكتملة، والتشتت للأسر والجيران من جهة أخرى، بعدما كانوا عبارة عن أسرة واحدة حيث فرقت عملية الترحيل هذه بين الأب وابنه، فكل عائلة تم ترحيلها إلى جهة مختلفة بين براقي وعين دزاير بعدما كانوا في نفس الشاليهات وهو ما أثر بعمق على نفسية الجميع. وبالرغم من الطعون العديدة المقدمة من طرف السكان حول هذه البنايات التي لا تصلح للعيش وإطلاع مصالح البلدية وديوان الترقية والتسيير العقاري لبئر مراد رايس على الأوضاع والمشاكل، إلا أنهم لم يفلحوا في الحصول على رد وجيه لمطالبهم بسبب تنصل كل جهة من الجهات المسؤولة عن مسؤوليتها تجاه الوضع الذين لم يحركوا ساكنا، وبالرغم من اتصال »السياسي« بالسيد »محمد ولاح« نائب المجلس الشعبي البلدي لبلدية الدويرة من أجل الاستفسار عن انشغال سكان حي 350 مسكن بعين الدزاير إلا انه لم يرد علينا لأسباب لا نعلمها