حذر بياطرة ومختصون خلال يوم دراسي حول واقع التغذية الحيوانية في الجزائر، من التداول العشوائي للأدوية البيطرية وسط مربي الدواجن والأغنام، ما يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة وسط المستهلكين بسبب التعفن المرئي والخفي للحوم الحيوانية، وانتقدوا بشدة تسويق العديد من الأدوية المحظورة لتسمين المواشي في الأسواق الشعبية بعيدا عن أعين الرقابة ما يتسبب في أضرار صحية خطيرة. وفي هذا الإطار أكد رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي اللحوم محمد رمرم ل"الشروق" أن العديد من الأسواق الشعبية الغير مراقبة تعرف عرض الكثير من الأدوية البيطرية، منها ماهو محظور وماهو مسموح، حيث يستعملها الموالون بطريقة مفرطة ومختفية ما يتسبب في أضرار جسيمة على صحة الحيوان والمستهلك. وفي السياق ذاته أشار الأستاذ في المدرسة الوطنية للبيطرة محمدي دحمان إلى العديد من التجاوزات المسجلة بخصوص الاستعمال العشوائي لعديد الأدوية البيطرية من قبل المربين دون اللجوء لأهل الاختصاص ودون الحصول على رخصة استعمالها، ما يمكن أن يشكل خطرا على مستهلكي اللحوم، مؤيدا في نفس الوقت فكرة إنشاء الوكالة الوطنية للتغذية والسلامة الغذائية. وشدد السيد محمدي على الدور الرقابي الذي يجب أن تلعبه الوكالة في الميدان، مقترحا أن تقوم مصالحها بدوريات تفتيش عشوائية لأماكن تربية المواشي وكذا الأسواق، حيث تباع كذلك أدوية موجهة للمواشي دون مراعاة بعض القواعد العلمية والصحية في استعمالها. وأشار الطبيب والمفتش البيطري إيدير كمال إلى ضرورة توحيد جهود مختلف أجهزة الرقابة، سواء التابعة لوزارة الصحة أو الفلاحة وكذا وزارة التجارة في إطار هيئة واحدة. واقترح أن تكون الهيئة تحت إشراف الوزير الأول، ومقسمة إلى مصلحتين تعمل الأولى في مجال الإحصاء في حين تتكفل الثانية بالجانب النوعي ومراقبة المطابقة. من جهة أخرى وبخصوص تعفن لحوم بعض أضاحي العيد بسبب الإفراط في استعمال بعض الأدوية والمكملات في الأعلاف قال مصطفى زبدي إنه يجب التحرك للتعرف كيف يمكن تداول هذا النوع من الأدوية في السوق ودون أي مراقبة، داعيا السلطات إلى تعزيز المراقبة وتنظيم سوق المواشي لتفادي أخطار يمكن أن تهدد حياة المواطن.