المواطنون يعثرون على "كازمات" للإرهابيين بها ألبسة ومؤونة »أطلقوا سراح عمي علي، إنه مريض وقد بلغ من العمر عتيا... بدون أي مقابل إن كنتم حقا مسلمين... وتؤمنون بما يقول الله ورسوله الكريم... لم نأت لنخوض معكم الحرب بل قصدناكم بطريقة سلمية في يوم مبارك فاتقو الله...«، عبارات رددها الآلاف من مواطني بلدية بوغني والقرى المجاورة لها والذين توافدوا منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس الجمعة أمام منزل الشيخ المختطف بمزرعة »أزاغار« من أجل حضور الاجتماع الطارئ الذي دعت إليه تنسيقية قرى دائرة بوغني التي تم إنشاؤها خصيصا لحل القضية. انتهاء المهلة والانتقال إلى الحل الراديكالي بعد انتهاء المهلة المحددة ب 24 ساعة لإطلاق سراح الشيخ المقاول، اجتمع حشد كبير من المواطنين من كل الفئات، حيث حضروا من كل المناطق على غرار بلديات بوغني، بني منداس، بونوح، نيرميتين، مشطراس، آسي يوسف، أمام منزل عائلة الضحية، ب"بني كوفي"، حيث ألقت تنسيقية قرى دائرة بوغني كلمة تدعو فيها المواطنين إلى التريث وإيجاد حل سلمي لا يضرّ بالشيخ وكذا أفراد عائلته، والمطالبة من الإرهابيين بإطلاق سراحه، شيخ تجاوز عمره ال83 سنة، مريض بعدة أمراض . وموازة مع ذلك تدخل المواطنون الذين عبروا بشدة عن استيائهم عن طول مدة احتجاز الضحية، الذي تم اختطافه أمسية الاثنين المنصرم على مقربة من مسكنه العائلي ومزرعته الكائنة بالمكان المسمى "أزاغار"، حيث طلبوا فتح الحوار مع المختطفين قبل اللجوء إلى الحلول الراديكالية ومطاردتهم أينما كانوا وحيثما وجدوا في الغابات، الوديان، الجبال، الخنادق المجاورة للمنطقة، فيما اقترح البعض الآخر تكوين فرقة خاصة للصعود إليهم ليلا للتفاوض معهم رغم خطورة الوضع، متذكرين بذلك الخطوة التي قام بها سكان قرية "إيسناجن" وباقي قرى بلدية "إفليسن" الذين تطوعوا للخروج إلى الغابات والوديان والذين نقلوا الرعب إلى معاقل " درودكال " ومقربيه للبحث عن ابن قريتهم الذي اختطفته مجموعة إرهابية وتمكنوا من استرجاعه معافى بعد 3 أيام من احتجازه . هذه الوثبة التي قام بها سكان المنطقة جعلت التنسيقية تنسحب من الاجتماع لدراسة المقترحات التي تنصب في مجملها بضرورة التحرك السريع لإنقاذ الضحية من الموت وإطلاق سراحه دون مقابل، لتخرج التنسيقسة بعد المداولات بقرار نهائي يؤيد فكرة الصعود إلى الجبال والتنقل للوديان، المضائق والغابات، وهو القرار الذي رحب به جميع المواطنين المتواجدين هناك، مطالبين بالانتقال الفوري والفعلي لتجسيد العملية . "الرسالة" وصلت إلى المختطفين في أعلى قمة جبال " تنزار " وبحضور غير رسمي لمصالح الأمن التي كانت تراقب الوضع من بعيد، جندت أكثر من 300 وسيلة نقل "سيارات، حافلات، شاحنات" لنقل الحشود الكبيرة من المواطنين إلى معاقل الإرهابيين في أعالي جبال منطقة القبائل الكبرى، وكانت الوجهة الأولى قرية "إغيل نشبل"، ثم "آيت علي" على حوالي 7 كلم جنوب شرق مدينة "بوغني" قبل الوقوف في قرية "تنزار" المنطقة الأكثر خطورة باعتبارها كانت مركزا للمجاهدين إبان ثورة التحرير والتي أصبحت معقلا للجماعة الإرهابية نظرا لوجود الكثير من المغارات والخنادق والمخابئ. وفي اللحظة التي كان يصرخ فيها المواطنون عبر مكبرات الصوت، مرددين عبارات تنصب كلها في إطلاق سراح عمي علي المريض دون مقابل، أو شروط، ظهرت المجموعة الإرهابية من أعلى قمة الجبال، حيث كانت تراقب وتسمع صيحات الحشود التي توافدت على المنطقة، الشيء الذي كان دافعا لإشعال فتيل غضب وتذمر كبير وسط المواطنين الذين ألحوا في الاستجابة لمطالبهم دون استعمال طريقة العنف، حيث إنتقلوا الى الحظيرة الوطنية لجرجرة والغابات المجاورة لها، حيث عثروا على "كازمات" بها مؤونة غذائية، أفرشة وأغطية وثياب خاصة بالارهابيين. وفي انتظار رضوخ الجماعات الإرهابية لتهديدات المواطنين بإطلاح سراح "عمي علي" فإن تنسيقية قرى دائرة "بوغني" تنتظر الإشارة منهم لتحديد الزمان والمكان الذي يتم فيه استلام الضحية سالما معافى، وقد عاد المطاردون الى ديارهم في ساعة متأخرة من مساء امس.