أكد قائد أركان الجيوش الثلاثة التونسية السابق، رشيد عمار، أن بلاده من المستحيل أن توافق على إقامة قاعدة عسكرية أجنبية على أراضيها بعد نشر معلومات عن نشاط عسكري أمريكي هناك وكذا انزعاج الجزائر من هذا الوضع. ونقلت وكالة الأنباء التونسية عن عمار قوله على هامش احتفال أول نوفمبر بالسفارة الجزائرية " من المستحيل أن توافق تونس على إقامة قاعدة عسكرية أجنبية على ترابها". وأوضح "وزارة الدفاع كانت قد نفت هذا الخبر في أكثر من مناسبة". وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي قد نفى نهاية الشهر الماضي، وجود قواعد عسكرية أمريكية أو أجنبية في تونس وذلك ردا على معلومات نشرتها وسائل إعلام أمريكية حول نشاط عسكري لواشنطن هناك. وأكد أن "التقارير التي تحدثت عن وجود قاعدة عسكرية أجنبية في تونس لا أساس لها من الصحة". ووفق تصريحات لمسؤولين في البنتاغون نشرتها وسائل إعلام أمريكية فإن تونس سمحت لواشنطن باستخدام قاعدة عسكرية لتسيير طائرات دون طيار إلى سرت الليبية في عمليات ضد داعش في ليبيا. كما نقلت مصادر إعلامية أن الجزائر انزعجت من هذه المعلومات وطلبت توضيحات من الجانب التونسي خلال لقاء جمع وزير الخارجية رمطان لعمامرة مع نظيره التونسي خميس الجهيناوي على هامش اجتماع مجموعة 5+5 الأخير بمرسيليا. ووفق ذات المصادر فإن الجهيناوي أكد أن بلاده ترفض بالمطلق إقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها، مبرزا أن الجانب الجزائري واثق من عدم وجود نية لدى الحكومة التونسية لفتح إقليمها الجوي أو البحري أو البري لأية قواعد عسكرية. وليست هذه المرة الأولى التي تسرب معلومات حول تواجد نشاط عسكري أجنبي بتونس، خاصة من جنود أمريكيين، في إطار مكافحة الإرهاب، وهي خطوة تثير انزعاج الجانب الجزائري في كل مرة، كون ذلك يحدث قرب الحدود بين البلدين، فضلا عن وجود تعاون أمني بين الجانبين يغني عن دخول طرف آخر إلى تونس. ومعلوم أن الجزائر تخير دول الجوار بين التعاون الثنائي في مكافحة الإرهاب، ووضع خبرتها في خدمتها أو الإستعانة بتحالفات مع دول غربيةأخرى مثل فتح أراضيها لقواعد عسكرية. وحسب الجنرال رشيد عمار، فإن التعاون مع الأشقاء الجزائريين، في عهدي كان في أرفع وأعلى المستويات وأنه ازداد اليوم قوة ومتانة من منطلق الإيمان بأن أمن البلدين واحد". وأوضح "أن السيطرة على الحدود التونسية وكامل المنطقة الغربية والشرقية تتم بفضل التعاون مع الأشقاء الجزائريين، الذي ينطلق من القاعدة والحدود إلى المركز". وتعد تصريحات الجنرال المتقاعد رشيد عمار رغم مغادرته الخدمة، رسالة طمأنة للجانب الجزائري خاصة وانها صدرته منه داخل مقر السفارة الجزائريةبتونس ونقلتها وكالة الانباء الرسمية.