فقدت الساحة الفنية والمسرحية الجزائرية، صباح الجمعة، الكاتب والممثل والمخرج الفذّ "حميد رماس" بعد صراع مرير مع مرض عضال. بكثير من الألم والحزن، تلقى نشطاء الفن والمسرح، نبأ رحيل الأستاذ "رماس" عن 67 عاما، وظلّ الفقيد إنسانا دمثا حيويا مبدعا، وكما قال الناقد "محمد بوكراس": "رماس كان مسرحيا متمردا مغامرا بشوشا، كان فنانا، كان انسانا". وُلد "رماس" في الحادي عشر مارس 1949 بوهران، التحق بثانوية "بن باديس" في 1962، وبتشجيع من أستاذه، التحق المرحوم بنادي الثانوية لألعاب القوى وبرز في سباقات 100 و200 م و100 متر حواجز، قبل أن ينضم إلى جمعية المسرح والسينما للباهية وهران. في 1967، نجح "رماس" في مسابقة الدخول إلى معهد الفنون الدرامية ببرج الكيفان، وشارك عام 1973 في تأسيس فرقة مسرحية خاصة رفقة: صونيا، عمار محسن، فلاڤ، وجمال مرير وغيرهم. وبعدما التحق بمسرح عنابة الجهوي ثمّ قسنطينة في موسم 1975 – 1976 تحت إدارة الفنان "سيد أحمد أقومي"، انضمّ كمنشط ثقافي إلى المديرية العام للشؤون الثقافية والاجتماعية لمجمع "سوناطراك"، قبل أن يصير عضوا في المسرح الوطني الجزائري سنة 1979. وكانت ل "رماس" عدة تواقيع إخراجية وتمثيلية: البداية البيضاء، البدلة، فرجة وبسمة، كما برع في مشاركاته بفرنسا على غرار "بنادق الأم كرار" عن "برتولد بريشت"، مثلما برز في السينما بأدوار مميّزة في أفلام: حسان طاكسي، رشيدة، بن بولعيد، العقيد لطفي وغيرها. وبدأ "رماس" مشروعا واعدا لتأسيس فرقة خاصة، لكن المرض حال دون تجسيد أحلام الرجل الطيب. وإثر هذا المصاب الجلل، نتقدّم بأحرّ التعازي القلبية لعائلة هذا الكاتب والمخرج والممثل الفذّ، سائلين المولى جلّت قدرته وعظم شأنه، أن يغمر الفقيد بواسع رحمته ويسكنه في جنات النعيم، ويلهم ذويه جميل الصبر والسلوان. "إنا لله وإنّا إليه راجعون" وستقام جنازة الفقيد بعد صلاة العصر، هذا الجمعة، في مدينة شرشال. شاهدوا هذه المقابلة مع "حميد رماس"