شعبان حديدان وابنته لا يزال وضع الجالية الجزائرية المهاجرة في بريطانيا يبعث على القلق والحيرة رغم أن عددهم كبير ويقدر حسب آخر الاحصائيات بأكثر من 30 ألف مهاجر وصل أغلبهم إلى المملكة التي لا تغرب عنها الشمس بين 1995 و2002 .. * حيث تمكن الكثير من تسوية وضعياتهم رغم الصعوبات الادارية المعقدة خاصة بعد التفجيرات التي عرفتها بريطانيا خلال السنوات الماضية والتي دفعت البريطانيين إلى استحداث برنامج ومخطط الوقاية تفاديا لمظاهر التطرف، وهو البرنامج الذي جعل أفراد مختلف الجاليات العربية والمسلمة، حسب ما فهم الكثير من الجزائريين بأنهم رجال أمن مخبرين عن كل التحركات المشبوهة من الأجانب بعد أن صورهم الاعلام البريطاني بالارهابيين. والأغرب من ذلك أن السلطات البريطانية حسب ممن تحدثت لهم الشروق اليومي تطلب من الكثير اللجوء السياسي، وكل رافض يكون مصيره الطرد والمضايقات المختلفة والمكائد المتعددة. وفي هذا الاطار كان للشروق اليومي لقاء مع أحد الشباب الذي دخل الأراضي البريطانية سنة 1995 وعلى الرغم من زواجه من بريطانية وتمكنه من فرض نفسه كحرفي فنان بالمملكة المتحدة وسمعته الطيبة لدى كل زبائنه الا أنه وجد نفسه مرحّلا ومطرودا من الأراضي البريطانية بقرار من العدالة البريطانية نحو الجزائر وحرمانه من زوجته وابنته وممتلكاته. * القضية تتعلق بالشاب شعبان حديدان البالغ من العمر 41 سنة الذي دخل الأراضي البريطانية حسب الوثائق التي قدمها لنا سنة 1995، ليتمكن بعد شهور من التعرف على فتاة بريطانية تدعى فاي سميث، حيث تزوج منها وأنجبا بنتا أسماها ناطاشا ليلى، ليتم الاتصال به من السلطات البريطانية المختصة في متابعة وضع الجاليات حيث عرضوا عليه - كما قال - فكرة طلب اللجوء السياسي فرفض الفكرة كونه هاجر بطريقة عادية ولا علاقة له بالسياسة ولا بالتحزب.. وطلب اللجوء بالنسبة له هو قطعه حبل الحب الذي يكنه لبلده الأصلي، ليتفاجأ كما قال باستدعائه مرتين من طرف العدالة، حيث تأكدوا من عدم قبول طلب اللجوء السياسي، فقامت المصالح الداخلية بمطالبته بمغادرة التراب البريطاني، حيث كانت وجهة العائلة الى إيرلندا لمدة تسعة أشهر برخصة الاقامة، وبعد مساع ومتاعب مع القنصلية البريطانية بايرلندا تمكن شعبان حديدان رفقة زوجته من الحصول على تأشيرة الدخول الى الأراضي البريطانية لمدة 6 أشهر فقط مقابل دفع مبلغ مالي .. وبعد الدخول الى الأراضي البريطانية بدأت المتاعب تزداد من خلال الاستدعاءات المتتالية للزوج وللزوجة من طرف مكتب التحقيقات .. كل على انفراد، حيث كانت اللقاءات مع الزوجة من أجل الضغط عليها لفك الرابطة الزوجية لأسباب غامضة بالنسبة لها كبريطانية وبالنسبة له كجزائري، وعلى الرغم من الطلبات المتتالية لمنحه الإقامة رغم كل النصوص كانت في صالحه أبرزها امتلاكه بطاقة ناخب صادرة عن القنصلية الجزائرية في 15 سبتمبر 1999 وأن ما يملكه من تجهيزات تقدر بحوالي نصف مليار سنتيم بالعملة الجزائرية، وكانت ورشته الحرفية تشغّل أكثر من 10 عمال جزائريين وغير جزائريين، لكن كل المساعي باءت بالفشل حيث كان - كما قال - يجدد التأشيرة من فترة الى أخرى الى غاية سنة 2003، حيث تم حجز جواز سفر الزوج والزوجة معا وتم إقناعها بفك الرابطة الزوجية، "وأجبرت على الإدلاء بتصريحات أني على علاقة مع الطيار الجزائري رايس لطفي، الذي كنت أملك رقم هاتفه لحاجته إلي لتقديم خدمات تتعلق بأشغال في منزله على غرار الكثير من الإطارات المتواجدة ببريطانيا سواء من البريطانيين أو غيرهم ليتم إحالة الملف على العدالة التي أصدرت حكما يقضي بترحيلي من الأراضي البريطانية بتهمة عدم العمل وغير مسؤول، وهي تهمة عارية من الحقيقة بدليل الوثائق الثبوتية التي تؤكد أني لم أتخل يوما عن عملي إلا إذا كنت بمكتب التحقيقات للمساءلة غير الواعية ولا يوجد بيني وبين أي تنظيم سياسيي أو ديني أي رابط من قريب أو من بعيد ولو كان الأمر حقيقة لكان مصيري السجن .. أكثر من ذلك فإن الوثائق التي بحوزتي من عقود عمل ووثائق بنكية وصور موثقة عن الإنجازات المقدمة كفيلة بدحض كل الادعاءات البريطانية.." * هذا لتنتهي المعاناة في شوطها الأول بترحيل الشاب الجزائري من بريطانيا إلى الجزائر وهو يناشد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أولا والمنظمات الحقوقية والرأي العام الوطني والعالمي التدخل لإنصافه في قضيته العادلة المطروحة الآن من جديد على القضاء البريطاني من أجل عودة زوجته فاي سميث حديدان إليه وابنته ناطاشا ليلى حديدان البالغة من العمر 12 سنة واسترجاع أمواله .. مع ضرورة فتح تحقيق في قضيته خاصة وأنه كما قال "ملك حقائق مريبة لم يحن الوقت لنشرها" وإلى غاية تحرك الجهات الرسمية في الجزائر كما يتمنى شعبان حديدان الذي تذكر في ختام اللقاء مع الشروق اليومي هذا التعليق الذي أوردته مختلف وسائل الاعلام حينما قالت بأن مهاجرا بوليفيا حقق حلم الاقامة في بريطانيا لأنه يملك حق الحضانة المشتركة على قطة .. حيث نقلت صحيفة الصن البريطانية أن تأشيرة باري أوليري البوليفي قد انتهت منذ أربع سنوات، غير أنه واجه قرار ترحيله الى بوليفيا في المحكمة، حين أشار الى أن تفريقه عن قطته ينتهك حقوق الانسانية وحقوق الحيوان مدعيا أن امتلاكه لقطة صديقته تشكل دليلا على أنه مقيم ببريطانيا وهوملتزم بعلاقة جدية. وقد وافقت القاضي في محكمة الهجرة على طلبه وعلقت مازحة أن القطة لن تهاجر لأنها تخشى التأقلم مع الفئران البوليفية. فاذا كانت الاقامة تمنح لبوليفي من أجل قطة فلماذا يحرم منها جزائري أنجب بنتا من أم بريطانية .. أم أن القطة أفضل من الانسان قد يكون ذلك ودون تعليق ؟