لا يزال الشطر الأول من مشروع تهيئة منعرجات خراطة يشهد العديد من العقبات التي تحول دون احترام أجال الاستكمال، والتي أوعزتها المؤسسة التركية "أوزقون" إلى مشكل تموين ورشاتها بالحديد بأحجام وأقطار، لا تتوفر بالسوق المحلية، وتستوجب اللجوء إلى الاستيراد من "إسبانيا". يعتبر مشروع تهيئة منعرجات خراطة، بالجهة الشرقية للولاية، واحدة من المشاريع الهامة والحيوية التي يعول عليها كثيرا ببجاية، بالنظر لانعكاساتها الإيجابية على الاقتصاد المحلي، وفك الخناق المضروب على الطريق الوطني رقم 09 عبر أنفاق خراطة، ناهيك عن أهميته السياحية، لموقعه المتميز وكذا مكانته التاريخية، التي شهدت أحداث 8 ماي 1945، غير أن وتيرة الأشغال التي توقف عليها والي بجاية السيد "أولاد صالح زيتوني"، أول أمس، لم تكن في المستوى المطلوب، بالنظر على التأخر المعتبر الذي يعرفه المشروع في الشق المرتبط بالمنشآت الفنية والموكلة للمجمع الجزائري التركي "أوزقون_ اوتيراش بي"، حيث على الرغم من استنفاذ 55 بالمائة من الآجال المحددة، إلا أن نسبة التقدم لم تتجاوز 17 بالمائة، هذا التأخر أوعزه مدير المؤسسة التركية إلى مشكل التموين بالحديد الصلب المستخدم في الإسمنت المسلح، أين أوضح أن الأحجام المطلوبة في المشروع منعدمة بالسوق الجزائرية ويستوجب جلبها من "إسبانيا"، بموجب رخصة من السلطات المحلية، وهو المطلب الذي وافق عليه المسؤول الأول للولاية، شريطة إمضاء التزام يقضي بعدم تأثير العملية على ميزانية المشروع، كما أضاف مدير المؤسسة أن جزءا كبيرا من هذه المنشآت يجرى تصنيعها في ورشات أخرى، وهي وصلت اليوم حد 40 بالمائة في انتظار تركيبها فقط بالورشة. أما في الشق المرتبط بالنفق فقد بلغت نسبة التقدم بها 92 بالمائة، حيث حددت نهاية شهر ديسمبر المقبل كأخر أجل للاستكمال. ومعلوم أن الشطر الأول من المشروع الموكل للمجمع الجزائري التركي، يتضمن إنشاء نفق بطول 395 متر طولي، منشآت فنية بطول 4038 متر طولي وكذا تهيئة الطريق على مسافة 7600 متر طولي. أما الشطر الثاني من المشروع المتضمن إنشاء 3 أنفاق ممتدة على 1130 متر طولي فقد تم الإعلان عن مناقصة ثانية بشأنها، بعد عدم جدوى الأولى، والتي شدد الوالي على ضرورة الاحترام الشديد لشروطها، خاصة فيما يتعلق بميزانيتها تفاديا لإعادة التثمين.