يرسخ سكان مشدالة بالجهة الشرقية لولاية البويرة مفهوم احترام عادات وتقاليد الأباء والأجداد من خلال تمسكهم بإقامة أعراسهم وفق الطقوس التقليدية القديمة، حيث تتمسك العروس بالمنطقة بلباس عرسها التقليدي المتمثل في ارتداء البرنوس الأمازيغي. وحسب وثيقة تحمل عنوان"القيم المشتركة بين كل عروش دائرة مشدالة "والتي تحوز "الشروق" على نسخة منها، فإن سكان قرى ومداشر ما زالوا إلى غاية اليوم يتمسكون بعاداتهم الأصيلة في الأعراس ولا يأبهون بكل مظاهر العصر الجديدة، حيث حافظت حفلات الزواج على طقوسها التي يرجع تاريخها لآلاف السنين، وقد لعبت المرأة دورا كبيرا في ذلك، حيث تناقلت النساء عن أمهاتهن وجداتهن أهازيج الأفراح، وكل ما يرافق الاحتفال بالزفاف من أزياء تقليدية خاصة، حيث تجبر العروسة على ارتداء البرنوس التقليدي يوم زفافها احتفاء بتقاليد الأجداد، كما يمنع منعا باتا الإشهار بملابس العروسة "التصديرة"، وخلال نقلها إلى البيت الزوجية يستحب ركوب والد العروس أو والد العروسة إلى جانب السائق، كما يستحسن إقامة حفلات الزواج في البيت العائلي بعيدا عن قاعات الأعراس، وهذا بهدف غرس روح التضامن والتعاون بين الأسر والجيران. ومن جهة أخرى منعت عروش مشدالة الموسيقى أثناء أوقات الأذان وصلاة الجمعة، حيث يجب أن يتوقف الحفل بصفة نهائية على الساعة 12 ليلا، كما يمنع إحضار الفرق الفلكلورية "اطبالن" واقتصار الاحتفال يوم الزفاف على الطرب في دار العريس المتمثل في موسيقى هادئة وغير صاخبة أو الاستعانة بحفظة القرأن. كما منعت عروش المنطقة الزوج أو أهله من استرداد المهر ومتاع الزوجة في حالة الانفصال بعد الدخول، كما يشترط على الزوج تسليم قيمة المهر ومصاريف العرس يوم الفاتحة، والتي تقدر ب 7 مليون سنتيم لولي العروسة ليتسنى له اقتناء وشراء كل ما يحتاجه من أغراض وهذا قبل 3 أشهر عن موعد العرس . ومن جهة أخرى منعت عروش مشدالة إدخال ألات التصوير والهواتف النقالة لتصوير الحفل، خاصة وأن التصوير في الحفلات والأعراس جلب مصائب لا تحصى للكثير من الناس، حيث شتت شمل أسر مترابطة وأفسد بين جيران وعائلات، وفرقت بين أزواج متحابين، ودمر مستقبل أطفال أبرياء، وهذا بعد عرض فيديوهات للتداول على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تشويه سمعة النساء المحافظات وتدنيس شرفهم وأعراضهم وإهانة كرامة الرجال المحترمين.