انطلقت، ظهر الخميس، عملية إجلاء مسلحي المعارضة السورية وعائلاتهم من آخر جيب بشرق مدينة حلب، وبدأت عملية الإجلاء بالجرحى الذين تمّ نقلُهم في سيارات خاصة بالمعارضة إلى مستشفيات قريبة من المدينة. وخرج في الدفعة الأولى، وفق ما قال مصدر عسكري لوكالة الأنباء الفرنسية "951 شخص بينهم أكثر من 200 مسلح و108 جرحى بينهم أيضا مسلحون". وتأتي هذه العملية في إطار اتفاق تم التوصل اليه برعاية تركية روسية، لإجلاء مقاتلي المعارضة ومدنيين من آخر المناطق التي تسيطر عليها الفصائل في شرق حلب، إثر هجومٍ واسع للجيش السوري ضد الأحياء الشرقية استمر شهرا، وهذا مقابل إجلاء المئات من الجرحى وذويهم من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصَرتين من الفصائل المعارضة في إدلب شمال غرب سوريا، حيث توجهت 29 حافلة وسيارة إسعاف إلى البلدتين، الخميس، لاجلائهم بموجب الاتفاق، وفقا لوكالة الأنباء السورية. وستتيح مغادرة الفصائل المعارضة لمدينة حلب للجيش السوري بسط سيطرته بالكامل على المدينة، في انتصار يُعدُّ الأكبر له منذ بدء النزاع في سوريا قبل نحو ست سنوات. وأشار مصدرٌ ميداني سوري إلى "توجه الحافلات وسيارات الهلال الأحمر السوري من قلعة المضيق في ريف حماه (وسط) الشمالي الغربي باتجاه بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين، لإجلاء 1200 جريح ومريض وذويهم". وتوقع مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبد الرحمن، ان ينقل الخارجون من الفوعة وكفريا "بموجب الاتفاق الذي تم التوصل اليه حول مدينة حلب" الى مدينة اللاذقية غرب سوريا. ويسيطر "جيش الفتح"، وهو تحالف فصائل إسلامية على رأسها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل إعلانها فك ارتباطها بالقاعدة)، على محافظة إدلب بشكل كامل منذ صيف العام 2015 باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا، حيث الغالبية شيعية وموالية للنظام. وتشكّل الفوعة وكفريا مع بلدتي مضايا والزبداني في ريف دمشق أربع مناطق، تم التوصل فيها إلى اتفاق في سبتمبر بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة بإشراف الاممالمتحدة يتضمن وقفا لإطلاق النار. وينص على وجوب أن تحصل عمليات الإجلاء منها وإدخال المساعدات بشكل متزامن.