عادت ملفات الانتماء لجماعات إرهابية تنشط بالخارج وتحديدا في أفغانستان للظهور مُجددا أمام محكمة جنايات العاصمة * حيث عالجت أمس، ملفا متورط فيه مهندس دولة في الاتصالات يدعى (ع. م) والذي سلمته السلطات الأمنية الليبية لنظيرتها الجزائرية مطلع 2007، بعد احتجازها له فوق أراضيها مدة 4 أشهر، حيث أدانته هيئة المحكمة أمس، بسبع سنوات سجنا نافذا بعدما التمس في حقه النائب العام عقوبة 12 سنة سجنا نافذا. * وأنكر المتهم في جلسة أمس، علاقته بالجماعات الإرهابية النشطة في أفغانستان، مبررا كثرة تنقلاته في عديد من الدول ابتداء من 2006 هو بغرض إجراء تربصات لصالح شركة الاتصالات التي كان يعمل لصالحها، غير أن قاضي الجلسة واجهه بتصريحاته السابقة لدى مصالح الأمن والتي بدأت بسرد وقائع قضيته ابتداء من 2001، تاريخ سفره إلى سوريا ومكوثه مدة شهر رفقة صديق جزائري، كان أثناءها يلتقي بجزائريين بحي السلام ينحدرون من منطقة براقي والذين قضت عليهم القوات الأمريكية فيما بعد، بأفغانستان بعد تفجيرات 11 سبتمبر، كما صرح المتهم بأن شخصا يدعى أبو الوليد أمّن لهم جوازات سفر تنقلوا بواسطتها إلى مدينة أنطاكيا بتركيا عن طريق الحافلة، ثم توجهوا عبر الحدود الإيرانية الأفغانية نحو أفغانستان، وهناك استقبلهم المكنى أبو سهل الليبي فيما يسمى "مضيفة العرب" بعدها تم نقله رفقة عديد من الأشخاص نحو "مضيفة الليبيين"، حيث يتواجد الليبيون بكثرة، كما تدربوا هناك على استعمال الأسلحة بمركز التدريبات بكابول، الذي كان يضم 500 متطوع أغلبهم سعوديون، ومباشرة بعد تفجيرات 11 سبتمبر قصفت القوات الأمريكية عديدا من المناطق الأفغانية، هلك إثرها كثير من الجزائريين. * وعليه أعطى أمير الجماعة التي تضم 200 شخص، منهم المتهم، أوامر بمغادرة المنطقة نحو إيران، كما أن سكان بعض المناطق في أفغانستان طلبوا منهم المغادرة. وبدخوله الجزائر، وحسب تصريحاته، قام المتهم بتمزيق جواز سفره لإخفاء الرحلات التي قام بها لمختلف الدول، وادعى بضياع جوازه واستخرج آخرا، ومع ذلك بقي على اتصال مع أشخاص يحملون الافكار الجهادية، وفي سبتمبر 2003 توظف بشركة مختصة في الاتصالات بالجزائر والتي أرسلته لفرنسا مرتين للقيام بتربصات، وفي جانفي 2006 اتصل المتهم بالمدعو عبد الحكيم وطلب منه مساعدته للالتحاق بالجهاد بالعراق، غير أن هذا الأخير طلب منه التريث بسبب مهاجمة القوات الأمريكية للمقاومين. كما صرح المتهم لمصالح الأمن عن تجنيد شباب ليبيين وتدريبهم في معاقل "الجماعة السلفية" بالجزائر لقلب النظام الليبي، وبعد تحصله على وظيفة في شركة فرنسية بليبيا ألقي عليه القبض هناك في إحدى القرى السياحية، وأودع في سجن يضم، حسب تصريحه، عديدا من الجزائريين، بعدها تم تسليمه للسلطات الجزائرية.