"سيدي القاضي مكثنا سبع سنوات بسجون غوانتنامو .. تعرضنا للتعذيب دون محاكمتنا أوتوجيه أي تهمة لنا ..لاعلاقة لنا بالإرهاب ولا أحداث 11سبتمبر دخلنا أفغنستان ظنا منا أنها دولة إسلامية للعيش بسلام بعد غرقنا في بحر المخدرات لسنوات عدة .." هي تصريحات الجزائريان العائدان من سجون غوانتنامو بكوبا صائفة 2008 أمام محكمة الجنايات بالعاصمة أمس حيث تمت محاكمتهما وفقا للقانون عن تهمة الإنتماء لجماعة إرهابية تنشط بالخارج. * كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا عندما نادى قاضي الجلسة على المتهم الأول(ف، ع49 سنة) قائلا له:»أنت متهم بالانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالخارج احكي لنا كيف دخلت أفغانستان؟ * - أنا سافرت في 1991 إلى سويسرا بتأشيرة وبعدها النمسا وألمانيا واشتغلت في المخدرات، حيث دخلت السجن بسببها لأقرر الالتزام والسفر إلى أفغانستان بجواز سفر مزوّر لأستريح. * القاضي: وهل ستستريح في أفغانستان بين العصابات؟ * - قيل لنا أنها دولة إسلامية حتى الأمريكان لما حققوا معي استغربوا لما قلت لهم أني ذهبت لأستريح. * القاضي: أنت قلت لما وصلت لأفغانستان تدربت على السلاح بالمعسكرات. * - سبعة سنوات وهم يعذبونني في غوانتنامو من أجل السلاح واضطررت لقول ذلك عندي 20 سنة لم أدخل الجزائر ومكثت 15 شهرا بأفغانستان وعشت هناك وتزوجت للاستقرار. * يحيل القاضي الكلمة للمتهم الثاني (ط،م 39 سنة) أنت متهم بنفس التهم ماذا تقول؟ * -أنا سافرت لإيطاليا بعدما عملت كمقاول بالجزائر وتنقلت عبر البلدان الأوربية عملت في المخدرات لأسافر إلى أفغانستان أين مكثت أربعة أشهر ولما خرجت منها ألقي علي القبض بباكستان بعد أحداث 11سبتمبر. * القاضي: لماذا ذهبت للعيش بأفغانستان ولم ترجع للجزائر وعشت وسط العصابات والمعسكرات ولم تخف؟ * - الخوف جعلني أذهب إلى أفغانستان. * الدفاع يتولى طرح الأسئلة على المتهمان قائلا "هل تعرضتم للتعذيب في غوانتنامو وهل حاكموكم وكيف تم إطلاق سراحكم؟"يرد عليه القاضي" كلنا نعلم أن غوانتنامو لامحاكمة فيها ولاهم يحزنون العصا هي سيدة الموقف، ثم يتم تحويل المساجين للسجون المدنية فالمتهم الذي ألقي عليه في مقتل كينيدي لم يطلق سراحه لحد الآن؟".وفي هذا المقام طالب النائب العام بعقوبة 20 سنة سجنا في حق المتهمان العائدان من معتقل غوانتنامو بعد تسليمهما من قبل السلطات الأمريكية للجزائر في أوت 2008 ، فيما طالب الدفاع ببراءتهما لعدم وجود أي دليل ضدهما وكان حكم المحكمة بالبراءة .