اهتزت مشاعر سكان حي مكبرو بالمدينة الجديدة بالضاحية الجنوبية، لمدينة قالمة وكل الولاية، ليلة الأحد، على وقع صدمة عنيفة جرّاء حادثة هلاك ستة أشخاص، تتراوح أعمارهم بين ثماني سنوات و57 سنة، من عائلة مضاوي، وهي كل العائلة، اختناقا بغاز أحادي أكسيد الكربون، المتسرب من سخّان الماء الذي قامت العائلة بشرائه وتركيبه داخل شقتها في الطابق الرابع من عمارات حي مكبرو، في نفس يوم هلاك العائلة بأكملها. حسب شهادات بعض الجيران، الذين تحدثت إليهم "الشروق"، فإن أفراد العائلة لم يظهروا في الحي منذ مساء الجمعة، خاصة الوالد مضاوي العيد، الذي اعتاد على متابعة مباريات مختلف البطولات الأوروبية لكرة القدم، في المقهى بالقرب من الحي رفقة أصدقائه، حيث ينشط بفعل معرفته بخبايا الكرة الأوروبية ولاعبي الخضر الكثير من النقاشات الكروية المرحة، إلاّ أنه وبحسب أصدقائه لم يحضر إلى المقهى أمسية السبت الماضي بالرغم من أن الأمر كان يعني مقابلة نادي ليستر سيتي، ومشاركة إسلام سليماني ورياض محرز، اللذين كان يتابعهما، وهو ما يرجّح فرضية اختناق العائلة ليلة السبت، ولم يتم اكتشاف جثث أفرادها إلاّ في ساعة متأخرة من مساء أول أمس الأحد، عندما قدم أحد الأشخاص إلى الحي للبحث عن الوالد العيد، الذي يعمل دهّانا، لتمكينه من مستحقاته نظير أشغال الطلاء التي قام بها لفائدته. وعند طرق باب مسكنه من طرف أحد الجيران المقربين من العائلة، لم يلق أي جواب، ما أدخل الشك في نفسه، ودفعه إلى الاتصال بمصالح الحماية المدنية، التي تنقل عناصرها إلى الحي، ودخل أحدهم بحضور رجال الشرطة، من شرفة المسكن، باستخدام السلم، ليتفاجأ بجثث الضحايا في أماكن مختلفة من الشقة. ليتم اقتحام باب الشقة وإعلان حالة استنفار قصوى وسط الحي، بتجمع عشرات المواطنين، القادمين من مختلف أرجاء المدينة، وحتى من بعض بلدياتها القريبة، للوقوف على حجم الكارثة، التي حركّت كل مشاعر سكان الولاية، وطالت عملية نقل جثث الضحايا إلى المستشفى، للسماح لعناصر الفرقة التقنية للشرطة العلمية بالقيام بإجراءات معاينة مسرح الحادثة الأليمة، فيما ذكرت بعض المصادر أن جثّة الزوجة الضحية كانت مرمية في رواق الشقّة، ما يرجح فرضية محاولتها فتح الباب لإنقاذ عائلتها قبل سقوطها أرضا، كما حضر الطبيب الشرعي لإجراء المعاينة اللازمة وتأكيد أسباب الوفاة. ليتم نقل جثث الضحايا إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى الحكيم عقبي بمدينة قالمة. وتعتبر هذه الفاجعة الأخطر من نوعها منذ حادثة انفجار الغاز في 26 ديسمبر من سنة 2004، بإحدى عمارات حي الفجرول، ما تسبب وقتها في هلاك 13 شخصا وإصابة ما لا يقل عن 33 آخر من سكان نفس العمارة ما جعل قالمة العاصمة الأولى في الجزائر في حوادث الموت بالغاز. قائمة الضحايا الأب مضاوي العيد، 57 سنة. الأم بن سمرة ميمية، 46 سنة. الأولاد: مضاوي سماح، 21 سنة. مضاوي زينب، 17 سنة. مضاوي عبد الرحمن، 14 سنة. مضاوي رحمة، 8 سنوات.