خرج منذ الإعلان عن تعديل مدة العطلة المدرسية الأساتذة وأولياء التلاميذ بورقلة عن صمتهم بعد "المهزلة" التي وصفوها بتراجع الوزارة عن قرارها والارتجالية في توقيف الدراسة منتصف الأسبوع من أجل الدخول في العطلة من جهة، والرضوخ لمطالب التلاميذ في الشمال بعد تخريب وأعمال شغب من أجل تمديد العطلة، في الوقت الذي تتجاهل فيه نفس الوزارة صرخة تلاميذ الجنوب كل موسم دراسي للمطالبة بتأخير الدخول المدرسي وتعديل توقيت نهاية السنة من جهة أخرى. أساتذة الجنوب والطاقم التربوي في العديد من المؤسسات التربوية كانوا في قمة الغضب لتلقيهم الخبر المفاجئ، والعاجل عبر وسائل الإعلام بتعديل رزنامة العطلة بعد دقائق فقط من مغادرتهم حجرات التدريس. وصرّح عدد من مديري المؤسسات التربوية ل"الشروق" أن كل الأعمال التربوية الهامة والترتيبات الخاصة، بنهاية الثلاثي كمجالس الأقسام واجتماعات التعليم والتقييم واستقبال الأولياء لتسليمهم كشوف أبنائهم أخلطتها الوزارة، وأصبحنا ملزمين لتنفيذ المراسلة المتعلقة، بالدخول في عطلة وعدم إمكانية إجبار الأساتذة والتلاميذ والإداريين على الالتحاق بالمدارس لأجل ذلك، أما الأساتذة فكانوا في قمة الغضب بسبب هذا التغيير المفاجئ والارتجالي وغير المدروس بالدخول في عطلة فجائية منتصف الأسبوع وتدوم 20 يوما. وأضاف عدد من الأساتذة أنهم كانوا بصدد تحضير واجبات منزلية وبحوث مدرسية للتلاميذ لإنجازها وخطة ونصائح لكيفية استغلال العطلة، خاصة للأقسام المصيرية وحمّلوا الوزارة مسؤولية، تكسير تطبيق البرنامج حسب الخطة التي رسمها كل أستاذ بالرزنامة السابقة. أما أولياء التلاميذ فهاجموا وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط التي أثبتت مرة أخرى هشاشة نظامها والرضوخ للشارع. وزارت "الشروق" عددا من المؤسسات التربوية التي اجتهدت في فتح أبوابها صبيحة الأربعاء لتسليم كشوف التلاميذ، واحتكت بالأولياء الذين صرّحوا بأن أبناءهم ليسوا بحاجة لعطلة شتوية تدوم 20 يوما، بل هم بحاجة لتأخير موعد الدخول المدرسي وتقديم موعد العطلة الصيفية وامتحانات الفصل الأخير التي يجتازونها في أجواء جهنمية، فيما تأسف عدد آخر من الأولياء لتعامل الوزارة مع مناطق الوطن الواحد بنوع من الجهوية، وتساءلوا لماذا رضخت الوزارة لمطالب التلاميذ ببجاية في ظرف ثلاثة أيام بعد خروجهم للشارع، ولم تستجب لمطالبنا المتكررة سنويا كجمعيات أولياء للتلاميذ بالجنوب بتعديل الرزنامة وحفاظا على صحة وسلامة أبنائنا من ضربات الشمس الحارقة والحرارة الشديدة. وأضاف الأولياء أن هذا القرار بمثابة استفزاز لأبنائهم المتمدرسين بالجنوب من أجل استخدام العنف لأنهم استخلصوا، أن لغة وحرارة الشارع هي التي أصبحت تتحكم في تلبية المطالب، وهي الطريقة التي يخشى فيها الأولياء بالجنوب أن ينتهجها أبناؤهم أو يتم استغلالهم في ذلك بمقاطعة الدراسة والخروج إلى الشارع أو التسبب في أحداث شغب من أجل تلبية مطلب سكان الجنوب بأكمله.