* القرار جاء بعد احتجاجات عرفتها مختلف ثانويات الوطن سرّحت وبداية من أمس وزيرة التريبة نورية بن غبريط أزيد من 8 ملايين تلميذ في عطلة شتوية ”مسبقة” والتي ينتظر أن تدوم لنحو 19 يوم رضوخا لاحتجاجات الشارع نظمها التلاميذ عبر غالبية ولايات الوطن لفرض منطقهم على وزارة التربية, وإلزامها على أحداث تغييرات في عطلة الشتاء والتراجع عن منح أسبوع واحد فقط كعطلة.
قالت وزيرة التربية نورية بن غبريط في بيان لها نشرته أمس ”أنه وبخصوص عطلة الشتاء للسنة الدراسية 2017/2016 أنها حدث طرأ تعديل عليها بالنسبة للسنة الجارية بحيث تبدأ العطلة ابتداء من مساء امس الثلاثاء 20 ديسمبر 2016 إلى غاية يوم الأحد 8 جانفي 2017 صباحا, لتمد العطلة إلى أكثر من 15 يوم عوض أسبوع واحد. وجاء هذا عقب اجتماع طارئ عقدته أمس وزيرة التربية, مع مدراء التربية لكافة ولايات الوطن, أين حاولت ايجاد حل نهائي لاحتجاجات الشارع التي باشرها التلاميذ منذ بداية هذا الأسبوع والتي تسبب في تعطيل الدروس وشل مؤسسات تربوية باكملها خاصة في الثانويات, في ظل ما رافقها من تعدي على مديريات التربية على غرار ما وقع لمديرة التربية لولاية بجاية التي تعرضت بالرشق بالحجارة من قبل المحتجين. هذا وكشفت مصادر مسؤولة أن الوزيرة تلقت تعليمات من الوزير الأول من أجل تعديل عطلة الشتاء بالاتفاق مع مدراء التربية, وهذا على خلفية الاحتجاجات التي انطلقت يوم الاحد بكل من العاصمة ”بوروبة وبئر خدم” وبجاية وباتنة بالاضافة إلى تلاميذ ولايات عنابة وسطيف, توسعت الاثنين رقعة احتجاجات تلاميذ الأقسام النهائية إلى عدة ولايات على غرار تيزي وزو, بومرداس, وقسنطينة, للتنديد بقرار الوزيرة نورية بن غبريط, الذي وصفوه ”بالمجحف”, وواصل التلاميذ بذلك, احتجاجاتهم عبر مختلف ولايات الوطن, حيث رفضوا الالتحاق بمؤسساتهم التربوية لليوم الثاني على التوالي ونظموا احتجاجات أمام المؤسسات التربوية طالبوا من خلالها مصالح بن غبريط بالتراجع عن قرار تقليص عطلة الشتاء. وتأسف المكلف بالإعلام على مستوى الفيدرالية الوطنية لعمال التربية المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية ”السناباب” نبيل فرقنيس من قرارات وزارة التربية واعتبر أن تمديد العطلة الشتوية إبتداءا من هذا اليوم الثلاثاء 20 ديسمبر 2016 إلى غاية 8 جانفي 2017, شيء متعود عليه وأنه نتيجة اتخاذ قرارات عشوائية ارتجالية دون اشراك المعنيين”. وأضاف ”عودتنا الوزارة على التراجع على قراراتها بمجرد احتجاجات التلاميذ خاصة في موضوع العتبة, ورزنامة شهادة البكالوريا”, متسائلا ”عن من هو المسؤول في اتخاذ مثل هذه القرارات وإلى متى ترسم استراتيجية طويلة المدى في هذا القطاع الحساس وتدرس قضايا القطاع بطريقة شفافة وعميقة ودون اقصاء المعنيين بالأمر”. كما تأسف الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية, قويدر يحياوي, للقرارات الارتجالية التي أضحت وزيرة التربية اتخاذها, وقال أنه سبق لهيئته أن نبهت لتداعيات قرار الوزارة الأخير, والتي ظهرت في الميدان بخروج التلاميذ إلى الشارع للمطالبة بإلغائه والعودة إلى عطلة 15 يوم, مشددا أن رضوخ الوزارة في كل مرة لضغوطات التلاميذ بالعدول عن قراراتها, خاصة عقب عودتها لرزنامة الامتحانات الرسمية القديمة, سيدفع بالمتمدرسين في كل مرة إلى إسقاط ”القرارات” وحتى وإن كانت مصيرية ولصالح المنظومة التربوية. في الوقت الذي شدد أن هذا السلوك سيوقع الوصاية في مشاكل كبيرة مستقبلا. وطالب يحياوي قويدير بمساءلة الوزارة عن هذه القرارات الارتجالية ومعاقبة المسؤولين الذين وضعوا قطاع التربية في وضعية كارثية. واستنكرت المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ وعلى لسان سمير القصوري, جعل أولادهم كرهينة جراء القرارات الإنفرادية المتخذة من طرف الوصية دون إشراك الشريك الإجتماعي, مؤكدا أن ”15 يوم لعطلة الشتاء حق مشروع وكان لا بد على الوزارة اعتماده منذ البداية”.