باتت الحدود الجزائرية مستهدفة في شبابها الذين أصبحوا عرضة لإغراءات مالية وآفات اجتماعية يغرسها "بارونات" التهريب ومافيا المخدرات والجماعات الإرهابية التي تستغل الوضع المزري والتهميش غير المبرر لفئة من الجزائريين ذنبهم الوحيد أنهم يقطنون في مناطق نائية وحدودية بعيدة عن اهتمام السلطات العليا في الكثير من الأحيان. وعلى هذا الأساس فكرت جمعية قدماء الكشافة الإسلامية في مشروع لتنشيط المناطق الحدودية الجزائرية تحت شعار "يا أرض الجزائر يا أمنا" من خلال زيارة أطفال وشباب من الأفواج الكشفية لولايات حدودية والمشاركة في ترسيخ معاني الوحدة الوطنية في نفوس أبناء هذه المناطق. وأكد قائد قدماء الكشافة الإسلامية، مصطفى سعدون، أمس، في منتدى المجاهد بالعاصمة، أن العملية الأولى للمشروع والتي انطلقت خلال العطلة الربيعية الماضية، حققت نسبة نجاح وصلت ل 80 بالمائة وكانت الزيارة لولايتي الطارف وتلمسان، وستنطلق رحلة ثانية خلال العطلة الشتوية الجارية وذلك يوم 24 ديسمبر وتنتهي يوم 31 من نفس الشهر، حيث سيشارك 200 كشاف شاب من مختلف الولايات في هذه الرحلة التي ستشمل 4 ولايات حدودية، وهي تبسة والوادي والنعامة وبشار. وقال إن أصعب رحلة ستكون خلال العطلة الربيعية القادمة، وهي زيارة للصحراء الكبرى وتخص مناطق حدودية لولاية اليزي وتمنراست وأدرار وورقلة، ولا يستبعد حسبه اللجوء لوزارة الدفاع قصد توفير النقل للفرق الكشفية. والهدف حسب مصطفى سعدون، من خلال هذه الرحلات، هو تقريب الشباب والأطفال من كل الولايات والتحام النفوس بينهم وبين أبناء الحدود، وتحقيق الإخاء وترسيخ الوحدة الوطنية من خلال التعارف بين الأطراف، وخاصة حسبه من خلال إبراز معاناة ودور سكان المناطق الحدودية خلال الثورة التحريرية والتعريف بمعالم تاريخية لكل منطقة وبطولات أجدادها. وأوضح سعدون، أن هذه الرحلات ستؤتي ثمارها، حيث يتم إعطاء الفرصة لكل الكشفيين الشباب، في المشاركة لتنشيط المناطق الحدودية الجزائرية وترقية العمل الجمعوي في هذه المناطق، وترقية السياحة والتعرف على العادات والتقاليد والترويج لها عبر وسائل الإعلام.