الناقد إدريس قرقوة محافظ المهرجان "المصري" يتهم وزارة الثقافة بالتراجع عن قرار المشاركة "خوفا" قاطع مثلما كان متوقعا، الوفد الجزائري من مسرحيين ومثقفين مهرجان المسرح العربي بالقاهرة الذي تم افتتاح دورته الثامنة أول أمس تحت رعاية وزير الثقافة المصري فاروق حسني، حيث غاب الفنان محمد بن ڤطاف الذي كان من المفروض أن يكون عضوا في لجنة التحكيم، ناهيك عن تسجيل غياب مؤثر آخر، وموجع للمنظمين. * ويتعلق الأمر بالناقد المسرحي إدريس قرقوة الذي رفض تكريمه المبرمج في هذه الدورة، قائلا ل "الشروق" في اتصال هاتفي معه أمس إنه "لا يستطيع تخيّل نفسه واقفا على ذات الخشبة التي يقف فيها فنانون مصريون سبّوا وشتموا الجزائريين، الأحياء منهم والأموات، وحتى الشهداء الأبرار لم يسلموا من ألسنتهم". * إدريس قرقوة، الأستاذ الجامعي بقسم الفنون الدرامية في جامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس، وهو كاتب وناقد، نفى أن تكون المقاطعة تتصل بأيّ قرار رسمي من وزارة الثقافة، أو أنها جاءت بالتنسيق مع المخرج والممثل محمد بن ڤطاف، مبينا "بل انه قرار شخصي محض، رفعته عاليا كنوع من الرفض لما قام به المصريون في السابق ضد الجزائريين، علما أنني عندما تلقيت رسالة عبر بريدي الإلكتروني من طرف إدارة المهرجان تخبرني فيه بالتكريم، لم أقم حتى بالرد عليه، سواء بالرفض أو القبول، إمعانا في عدم التجاوب"، وذلك -يقول قرقوة- "لأننا لم نتلق حتى الآن أي اعتذار من المصريين الذين سنستمر في مقاطعتهم فنيا حتى إشعار آخر". * للإشارة، فإن الناقد إدريس قرقوة يعد الجزائري الوحيد المكرم في المهرجان، إلى جانب عدد من الفنانين العرب، أبرزهم الكاتب الكويتي بدر الرفاعي والكاتب المغربي محمد البهجاجي، والممثل السعودي أحمد الهذيل، والممثلة اللبنانية مادلين طبر والناقد السوري جمال عبود، والممثل الإماراتي أحمد الجاسمي والمخرجة الأردنية مجد القصص والممثل الفلسطيني زيناتي قدسية والمخرجة التونسية جليلة بكار، ناهيك عن "تشكيلة كبيرة" من الفنانين المصريين الذين يرى البعض أنّ "كثرتهم في العروض المتنافسة وقائمة المكرمين ليس تصرفا بريئا" فهم استولوا على المهرجان الذي كان من المفروض أن يكون "عربيا بحتا" في إطار "خطة التمصير المعتادة"، وعليه، سيتم تكريم كل من سهير البابلي ونبيلة عبيد وليلى علوي وتهاني راشد وإلهام شاهين ونبيل الحلفاوي وعبد العزيز مخيون ورضا الجمال ومحمود القلعاوي ورياض الخولي. * ورغم أن هذه القائمة تضم أسماء لفنانين معارضين رفضوا الانخراط في حملة سبّ الجزائريين مؤخرا، وفي مقدمتهم الممثل عبد العزيز مخيون، إلا أن الناقد إدريس قرقوة قال بأنه يرفض الوقوف إلى جانب أيّ كان، "لأن قرار السب والمقاطعة جاء من نقابات فنية هناك، وليس من طرف أشخاص". * للإشارة، فإن محافظ المهرجان العربي للمسرح، المصري عمرو دوارة، سبق له التصريح عشية الافتتاح قائلا إنه "تفاجأ من قرار المقاطعة الجزائرية رغم موافقة وزارة الثقافة في بداية الأمر على المشاركة"، مضيفا "كنت أتمنى مشاركة عرض جزائري كمحاولة للصلح بين الشعبين، خاصة أنه لا توجد أي مشكلة مع الأمن المصري في مشاركة الجزائريين في المهرجان على عكس المشاكل التي تواجهنا في حضور الفلسطينيين والعراقيين إلى مصر فيتم التحري عن أسمائهم قبل الموافقة لهم بالدخول، وذلك خوفا من إقامتهم في مصر"، وهو ما اعتبره إدريس قرقوة تقزيما لقرار المقاطعة واختزالا مهينا للموقف الجزائري من خلال ربطه بالنظرة الأمنية وحسب، "في الوقت الذي تعد فيه المقاطعة قرارا سياديا حرا".