يستخدم العديد من المتعاملين الاقتصاديين عبارات إشهارية براقة لترويج منتجاتهم، على غرار" خالي من المواد الحافظة..عصير 100 بالمائة طبيعي، يقضي على انتفاخ البطن، المنتج الأول في السوق .. وتكون هذه العبارات البراقة حافزا قويا لاقتناءها من طرف المستهلكين الذين لا يعلمون أن هذه الإشهارات عبارة عن وهم، ما دعا الأطباء والمختصين للمطالبة بتوقيفها لما تشكله من احتيال وخطر على الصحة العمومية . أكد الطبيب المختص في الصحة العمومية الدكتور فتحي بن أشنهو، أن سوق إشهار المواد الغذائية شبيه بالقنبلة الموقوتة ويغرق في فوضى عارمة فلا بد من تنظيمها، فبعض المنتجات خصوصا العصائر تحمل عبارة فواكه طبيعية وبجانبها صورة لفاكهة، لكنها في حقيقة الأمر تحتوي على مستخلصات الفاكهة وهي مادة كيميائية، والأمر نفسه بالنسبة للملونات والمواد الحافظة، والتي يذكر العديد من المتعاملين الاقتصاديين خلو بضاعتهم منها وهو مغاير للحقيقة. وحمل المختص هذه الشركات مسؤولية ارتفاع عدد المصابين بالسكري، ضغط الدم، الأمراض السرطانية، مطالبا بضرورة تنظيم سوق إشهار المنتجات الغذائية مثلما هو الحال عليه في الدول الأوروبية وذلك من خلال إنشاء "مكتب مراقبة الإشهار" وتكون هيئة تابعة لوزارة التجارة، مشكلة من أطباء ومختصين يخضعون المنتج للفحص ويعاينون مدى مطابقة المعلومات التي يقدمها الإشهار لتركيبته قبل تقديمه للمستهلك. طالب رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، بضرورة مراقبة السلع والمنتجات المعروضة للبيع بالسوق المحلية، خصوصا وأن البعض منها يحتوي على قصاصات تحمل عبارة: "هذا المنتج اختاره المستهلكون الأفضل في عام 2016 "، فمن المفترض عدم وضع هذه القصاصات ويجب إزالتها كون البيانات والمعلومات التي تحملها، فهي متعلقة بذوق بلد أجنبي، وهي تختلف بالنسبة للذوق المحلي فهي تحفز الزبون على شرائها ليصطدم بكون طعمه قد لا يتناسب مع ما يرغب به أو يحبذه.
وكشف المتحدث افتقاد الجزائر للإمكانيات المادية التي تسمح بالقيام بدراسات يقيم من خلالها المستهلكين المنتجات ويعبرون عن رأيهم، فمن الضروري على المتعاملين الاقتصاديين العمل على الترويج لهذه الثقافة، وأخذ مقترحات المستهلكين بعين الاعتبار للتمكن من تطويرها وفقا لطلباتهم، ولا يقتصر الأمر على المنتجات المستوردة على حد قول زبدي بل حتى المحلية يتم الترويج لها من خلال إشهار كاذب يساهم في تغليط المستهلك مثل "أول منتج في الجزائر"، "أحسن منتج في الجزائر"... وغيرها من العبارات التي ترافق الإعلانات، وهو ما يستحيل التعرف عليه وتحديده، وهو ما يعتمده حوالي 10 متعاملين اقتصاديين خصوصا منتجي القهوة والعصائر بالإضافة للخدمات.