كانت بلدية سيدي خالد المتواجدة بولاية بسكرة قبل الاحتلال الفرنسي للجزائر سنة 1830م أي في فترة الحكم العثماني، عبارة عن تجمع سكاني بسيط عدده لم يتعد الألف ساكن، وكانت المنطقة شبه معزولة عن كل أسباب العمران والحضارة. كانت البلدة تحوي سبع مؤسسات تربوية من زوايا وكتاتيب، ناهيك عن زاوية سيدي خالد العتيقة والمشهورة، المتواجدة حول ضريح الولي الصالح سيدي خالد بن سنان العبسي، وهذا قبل الوجود التركي بالجزائر. كانت الزاوية منذ القدم عبارة عن جامعة تدرس فيها علوم اللغة وعلوم الدين ويؤمها الطلبة من كل جهات القطر الفسيح، وما دعم انتشار المؤسسات التعليمية في المنطقة ظهور صرحين عظيمين سنة 1815م أي ب 15 سنة قبل الغزو الفرنسي والاحتلال، ويتمثلان في زاوية سيدي المختار بن خليفة وزاوية سيدي علي بن الجروني وكلاهما من تلاميذ الشيخ الكبير محمد بن محمد بن عزوز البرجي. وقد ذكر الرحالة العياشي الذي مر بالزاوية سنة 1668م بأنها مدرسة كبيرة حول مسجد ويقصدها الطلاب للعلم وللمعرفة. وذكرها أيضا كل من الرحالة الزياني والشيخ حسين الورثلاني صاحب الرحلة الشهيرة. للعلم فإن مدينة بسكرة قد تم احتلالها سنة 1844م، الأمر التاريخي العظيم والمشرف حقا لسكان المنطقة خاصة وللجزائريين عامة ولدولة الجزائر، هو مشاركة سكان سيدي خالد النبلاء والكرماء والأطياب في إدخال النور للحرم النبوي الشريف، وقد تم ذلك سنة 1933م على يد الشيخ المطوف السيد عبد الله درويش بمكة المكرمة – الشبيكة. لقد تجمع سكان بلدة سيدي خالد في ذلك الوقت وأدوا عملا عظيما ورائعا زاد من مقامهم ومن مقام الجزائر، وهو جمع المال من التبرعات العفوية والصادرة من قلوب سليمة وأرواح طاهرة وكيانات صادقة لأجل غاية رفيعة ومشرفة يزكيها الله والملائكة ومن قال لا إله إلا الله محمد رسول الله... الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر. ما أعظم الشعب الجزائري في إيمانه وفي أصالته وفي كرمه وفي طيبته. توجد قائمة لأسماء كل المشاركين الذين تطوعوا بالمال لإدخال النور للحرم النبوي الشريف، بها أختام وصودقت من طرف المعنيين بالأمر.