احتفل المطرب القبائلي لونيس أيت منقلات، الأحد، بنصف قرن من الإبداع والعطاء وذلك في حفل كبير حضره كبار الفنانين الجزائريين، من بينهم العالمي ادير، محمد علاوة، علي عمران وغيرهم، إلى جانب رجل الأعمال إسعد رابراب والمئات من معجبيه. ويعتبر لونيس آيت منقلات الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاديه ال67 (ولد يوم 17 جانفي 1950)، والذي احتفل خلال اليومين الأخيرين ب50 سنة من العطاء، من بين الفنانين الذي يحشد الملايين من الجماهير في حفلاته بمختلف المناطق بالجزائر أو بفرنسا، يمتلك الرجل قاعدة شعبية واسعة، ويسعى إلى الحفاظ عليها، أسهم خلال مشواره الفني الغني في تطوير الأغنية الأمازيغية، تتميز أشعاره وأغانيه بالطابع الفلسفي وتكون أحيانا مرمزة وتتميز بألغاز معانيها، كما تطرح أيضا الإصلاح الاجتماعي والإصلاح السياسي بالإضافة إلى الحكم والمواعظ والدفاع عن الهوية، وتارة أخرى تكون ذات طابع عاطفي راق، وعلى العموم تتميز موسيقى آيت منقلات وأشعاره بالطابع الإنساني وتعكس ثقافة راقية، وكل هذا يستقيه آيت منقلات من عمق الثقافة الأمازيغية الجزائرية الغنية والثرية والحافلة بالعطاء، واشتهر أيضاً آيت منقلات بمواقفه النضالية، حيث رافق الكاتب مولود معمري في انتفاضة الربيع الأمازيغي افريل 1980 وتعرّض للسّجن سنة 1985 بتهمة الانتماء للمعارضة، رفض لقب وسام جوقة الشرف من وزارة الثقافة الفرنسية. ويقسّم المتخصصون سيرة آيت منقلات الغنية إلى مرحلتين، المرحلة الرومانسية التي تمتدُّ من مطلع السبعينيات إلى نهاية الثمانينيات، وألّف خلالها أغان قصيرة، ذات طابع عاطفي وإيقاع خفيف، ثم المرحلة الفلسفية السياسية المستمرة حتى اليوم، والمتميزة بأغانٍ طويلة، ملتزمة، وتحمل كمّاً من الرمزية، وحملت أغاني آيت منقلات، في السنوات الأخيرة، دعوة إلى التأمل، ورسائل للعودة إلى الذات، إضافةً إلى مسحة من الحزن أكثر من التطلّع إلى الفرح والابتهاج، كما كانت عليه في سنوات ماضية.