قدمت فرقة النوارس للمسرح والفنون الدرامية -البليدة - عرضا شرفيا لمسرحية "لكستا"، حيث أمتع الثنائي ياسين جوزي وعبد الله نميش جمهور بشطارزي ركحيا، بتقديم مقاربة حول ما أسماه مخرج العمل أحمد مداح "العبثية التي يعيش في ظلها الإنسان المعاصر" من خلال تسليط الضوء على واقعه الاجتماعي والسياسي الأليم والتشاؤمي، وخصوصا فيما يتعلق بانعدام التواصل بين أفراد المجتمع في ظل الانطواء والانعزال. وفي ملابسهما المهترئة ووسط ديكور ضيق يغلب عليه الحزن والظلام في رمزية واضحة إلى سوداوية الحياة وقساوتها، جسدت القصة حياة شابين، الأول أعمى معاق والثاني شبه مجنون- في التعبير عن إشكاليات الاغتراب والانغلاق على النفس والفراغ القاتل والعنف اللفظي وأحيانا الجسدي، وكذا الغياب الكلي لثقافة النقاش، وهذا ضمن فضاء حواري خاص بهما، وكأن الحياة العادية لا تعنيهما أو هما لا يعنيانها. وقد نال هذا العمل -المقتبس عن نص للكاتب المسرحي الأيرلندي صامويل بيكيت الذي قدم بالعامية مع بعض الحوارات باللغة العربية الفصحى- إعجاب الحضور على قلتهم، حيث استمتعوا خصوصا بالمشاهد ال"تراجيكوميدية" التي ميّزته، وهذا على الرغم أيضا من عدم وضوح معاني بعض المشاهد الأخرى التي بدت فلسفية جدا بالنسبة للمتفرج العادي. كما استمتع جمهور العاصمة في أمسية نفس اليوم ومن خشبة دار الأوبرا بوعلام بسايح بالمسرحية الغنائية "قمر الزمان والأميرة بودور" المستمدة من "ألف ليلة وليلة "من طرف السوبرانو أمل جلول إبراهيم والراوي جهاد درويش أمام جمهور منتقى. وتحكي الرواية التي برع في سرد أحداثها اللبناني جهاد درويش، والتي تألقت في أدائها بصوت عذب أمل إبراهيم جلول بدعم من العازف على آلة البيانو نيكولا جوف قصة حب فريدة بين شخصين متشابهين ومتكاملين "قمر الزمان" أمير البلد الذي تغرب منه الشمس و"بدور" أميرة الصين، حيث تشرق الشمس. ونظم عرض المسرحية الغنائية "قمر الزمان والأميرة بودور" من طرف المعهد الفرنسي بالجزائر في إطار برنامج "ليلة الأفكار" المقترحة من قبل معاهد ثقافية أوروبية بالجزائر، حيث ستنظم عروض وأفلام ولقاءات موضوعاتية وحفلات موسيقية إلى غاية يوم 27 جانفي بالجزائر العاصمة.