استفادت جمعية بشائر الشفاء بولاية غليزان من مبلغ مالي أولي قدره ستة ملايير سنتيم ومساحة أرضية تجاوزت 500 متر مربع كهبة من السلطات المحلية لبناء عيادة حديثة للعلاج بالقرآن الكريم تتكون من خمسة طوابق، وسيكون المشروع موضوع أطروحة دكتوراه للباحث النفساني محمد حامق الذي أكد أن هذا المشروع هو الأول من نوعه في العالم ومن شأنه إحداث نقلة نوعية في مجال العلاج بالرقية في الجزائر. كشف رئيس جمعية بشائر الشفاء بولاية غليزان الحاج بلحمر أن بناء العيادة جاء كاستجابة للإقبال القياسي على الرقية والذي تجاوز 300 شخص في اليوم على مستوى الجمعية، مما تطلب ضرورة التفكير والعمل على استحداث عيادة حديثة تتكون من خمسة طوابق تضم أطباء لتشخيص الأمراض العضوية وأخصائيين نفسانيين بالإضافة إلى رقاة يملكون من الخبرة ما يؤهلهم لتقديم خدمات نوعية للمرضى، وأضاف المتحدث أن العيادة ستضم قاعة مؤتمرات لإقامة ندوات علمية واستقبال وفود من مختلف الدول، كما ستظم العيادة مركزا لتكوين الرقاة قصد إقحام العلم الحديث في الرقية وقطع الطريق أمام المشعوذين والكهنة الذين باتوا يقتلون الناس ويستغلون أموالهم باسم الدين، وأضاف أن المشروع سيجمع لأول مرة بين الطبيب والنفساني والراقي سيجتمعون من أجل تقديم خدمات علاجية متميزة للمرضى تعتمد على معايير دينية وعلمية حديثة، حيث يوجه المريض في البداية للطبيب للاطلاع على صحته العضوية ثم يوجه إلى الطبيب النفساني ليأتي الراقي في المرحلة الأخيرة بعد التأكد من أن المريض لا يعاني من مرض عضوي أو نفسي وإنما هو مصاب بأحد "الأمراض الروحانية" على غرار السحر أو العين أو المس الجني. ومن جهته، أكد الباحث النفساني الجزائري محمد حامق من جامعة بوزريعة أن المشروع سيعمل على رفع التكوين العلمي والنفسي للرقاة، كما سيستقطب مختصين في علم النفس للاطلاع على أبجديات الرقية التي باتت من أكثر الظواهر إثارة للجدل عند علماء النفس والاجتماع باعتبارها تجاوزت العلم الحديث في بعض جوانبها المتعلقة بعلاج أمراض لم يستطع تفسيرها الأطباء بمختلف تخصصاتهم. مختصون: "الدولة تشجع الرقاة أكثر من الأطباء النفسانيين"! انتقد البروفيسور عبد الرحمان سي موسى الدعم الكبير الذي يتلقاه الرقاة في الجزائر عن طريق اعتماد الجمعيات التي ينشطون فيها ومنحهم أموالا ضخمة لتطوير نشاطاتهم، في حين يعاني المختصون النفسانيون من إهمال كبير، فكم هي الجمعيات الطبية والعلمية التي رفضت الدولة اعتمادها لأسباب مجهولة، وهذا ما ساهم في هيمنة الرقاة على علاج الأمراض النفسية وساهم في انتشار ظاهرة الدجل والشعوذة وسرقة جيوب المرضى، وطالب المتحدث من السلطات منح الأطباء نفس الدعم الذي يتلقاه الرقاة على الأقل من أجل تشغيل مئات الطلبة خريجي معهد علم النفس، حيث يعانون من البطالة والتهميش في حين يحقق فيه بعض الرقاة أموالا طائلة من وراء علاجهم السحري من المنظور العلمي.