كوفئت "الخوذ البيضاء" الدفاع المدني الناشط في مناطق تسيطر عليها المعارضة في سوريا، مساء الأحد، بنيل فيلم "ذي وايت هلمتس" التي يتناول عملها المحفوف بالمخاطر، جائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي قصير، في الاحتفال ال89 لجائزة الأوسكار الذي أقيم في لوس أنجليس في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد تلا مخرج الفيلم أورلاندو فون اينسيدل، كلمة قصيرة لرئيس "الخوذ البيضاء" رائد صالح الذي لم يتمكن من الحضور إلى الولاياتالمتحدة، بحسب وكالة فرانس برس. وجاء في الكلمة: "نحن ممتنون لأن الفيلم ألقى الضوء على عملنا.. لقد أنقذنا أكثر من 82 ألف مدني. ادعوا جميع الذين يصغون إلي، إلى العمل من أجل الحياة، من أجل وقف نزيف الدم في سوريا ومناطق أخرى في العالم". وبدأت "الخوذ البيضاء" التي تضم اليوم نحو ثلاثة آلاف متطوع، العمل في العام 2013. ويعرف متطوعو الدفاع المدني منذ العام 2014 باسم "الخوذ البيضاء" نسبة إلى الخوذ التي يضعونها على رؤوسهم. فرحة الفوز بالعمل الذي يوّثق ما يقوم به أفراد الدفاع المدني في مدينة حلب، نغّصها حظر سلطات الهجرة في الولاياتالمتحدة دخول المصور السينمائي السوري، الذي شارك في تصوير وقائع الحرب في بلاده، حسب ما نقل موقع "هافينغتون بوست عربي". وووفقاً لمراسلات إدارة ترامب الداخلية التي اطلعت عليها وكالة أسوشيتد برس، قررت وزارة الأمن الداخلي في اللحظة الأخيرة منع خالد الخطيب، البالغ من العمر 21 عاماً، من السفر إلى مدينة لوس أنجليس لحضور حفل توزيع جوائز أوسكار، بحسب مجلة Time الأمريكية. وكان من المقرر أن يصل الخطيب إلى لوس أنجليس، يوم السبت، على متن طائرة الخطوط الجوية التركية المغادرة من إسطنبول، لكنه لم يتمكن من السفر بعد أن قال مسؤولون أمريكيون أنهم عثروا على "معلومات سلبية" تتعلق بالخطيب. العمل يوّثق حياة مسعفين سوريين وضعوا حياتهم فوق أكفّهم ورفضوا مغادرة بلادهم، واختاروا البقاء تحت القصف ونيران القناصة، للقيام بأسمى ما يقوم به إنسان وهو إنقاذ حياة غيره دون ملل منذ أن بدأت الثورة في البلاد حتى بلغت عامها السادس. وكان مخرج العمل البريطاني من أصول هولندية أورنالدو فون اينسيدل قد قال في مقابلة مع Europe Newsweek عن سبب سعيه وراء تقديم الفيلم: "نأمل أن يرى الناس العمل ليمنحهم الإلهام، فيتداولوا اسم The White Helmets على مواقع التواصل الاجتماعي، فيتناقل الجمهور الموقع الإلكتروني للمتطوعين، وينشروا الفيلم الدعائي فيشاهده الجميع"، بحسب تعبير المخرج. وأضاف: "آمل أن يعمل الفيلم على كسر الصورة النمطية عن الرجال في سوريا ويكشف حقيقة الموقف على أرض الواقع هناك". الفيلم شديد الإنسانية يفتتح بدايته مشهد لعضو في الدفاع المدني وهو يداعب طفلته التي تلبسه الخوذة البيضاء فيخرج من المنزل لا يعرف ما ينتظره. لتتوالى بعدها المشاهد المروعة التي يتعرض لها المسعفون تحت القصف، منها مشهد لإنقاذ رضيع من تحت أنقاض منزل وسط صيحات التكبير. أما رسالة المسعفين فيرويها باقتضاب متطوع أكبر سناً مقتبساً من القرآن الكريم، قائلاً هدف المجموعة: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".