تعيش عائلة بوعون، بمنطقة الحمامات التي تبعد عن مقر ولاية تبسة ب 18 كلم، حالة من الحيرة جعلتها تتصل ب "الشروق"، لنقل معاناتها إلى الرأي العام، خاصة أن الأمر تعقد مع مرور الوقت وصار مأساويا، بعد أن توقف ابنهم، رائد، عن الدراسة منذ سنة 2015، ولم يخرج من البيت منذ سنتين كاملتين، بسبب ما سماه والد الطفل ووالدته وكذا رائد، بالاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها من الجان حسب روايتهم، حتى تحوّل جسده إلى خارطة من الجروح وحتى من الأوشام التي تكتب حرف الميم باللغة اللاتينية وهذا طبعا على ذمة العائلة. رائد، البالغ من العمر 12 سنة، قال ل "الشروق" وهو يرتعش، إنه يعيش في جحيم خاصة "إذ اختلى به الجان، عندما يغادر أفراد أسرته البيت أو في الحمام أو في دورة المياه" حسب قوله دائما. عاينت "الشروق" مناظر ومشاهد التعذيب، التي يتعرض لها الطفل، المنسوبة إلى "الجن" ونقلت حيرة أفراد العائلة، الذين أبدوا تخوفا من أن يهلك ابنهم، الذي صار لا يقوى على الحركة ويدخل أحيانا في غيبوبة من شدة "التعذيب"، ووجه والد رائد، السيد عمار بوعون، استغاثة إلى المرقين والمشايخ للتدخل لإنقاذ ابنه، خاصة أنه صار يرفض الخروج من المنزل، أو حتى الدخول إلى دورة المياه بمفرده، وقد علّق دراسته التي توقفت عند حاجز السنة الأولى متوسط. كما تحدثت والدته إلى "الشروق"، عن معاناة ابنها وأكدت أن آثار التعذيب لا تكاد تختفي حتى تظهر أخرى، والمنزل صار عيادة من كثرة تردد الأطباء لمعالجته، من دون فك هذا اللغز المحيّر بسبب الضرب المبرح الذي يتعرض له. وفي رده على مثل هذه الحالات كشف الشيخ رضا رقيدي وهو إمام بالمنطقة ل "الشروق"، أن هذه الحالات هي عبارة عن مسّ أو ما يعرف باعتداء الجن، وما على أهله إلا علاجه بسرعة من طرف مرقين أتقياء يخافون الله ويبتعدون عن الدجالين الذين قد يزيدون من تدهور حالته الصحية، حتى ينقذوه من موت محتمل، في الوقت الذي طالبت فيه جهات من الأسرة التربوية في المنطقة بتدخل حاسم من مديرية التربية بتبسة، وفتح تحقيق في القضية، لمعرفة سبب مأساة الطفل، لأجل إعادته إلى المدرسة، لأن رائد كان من الأوائل والنجباء قبل أن يدخل وتدخل عائلته في حكاية الجن الذي يعذبه ويمنعه من الحياة بصورة عادية. وعلمت "الشروق اليومي" من مصدر أمني، بأن عائلة رائد لم تتقدم بأي بلاغ للتحقيق في القضية.