وعدت الدول ال68 المنضوية في إطار تحالف عسكري تقوده أمريكا ضد المتشددين في سورياوالعراق بالقضاء على "التهديد العالمي" لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وزعيمه أبو بكر البغدادي، وذلك خلال اجتماع استضافته واشنطن، الأربعاء، وأثقلت عليه معلومات عن مقتل عشرات المدنيين في شمال سوريا في غارة للتحالف. وشكّل هذا اللقاء مناسبة ليستقبل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون للمرة الأولى عشرات من نظرائه الأجانب، وسط تساؤلات عدد من الدول عن إستراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يكرر أنه سيقضي على الجهاديين. وانتخب ترامب على أساس برنامج انعزالي في السياسة الخارجية ويريد زيادة ميزانية الدفاع بنسبة عشرة في المائة وخفض موارد الدبلوماسية بنسبة 28 في المائة. وفي هذا الإطار طلب ترامب من وزارة الدفاع (البنتاغون) وضع خطة كاملة تهدف إلى "تدمير" تنظيم "داعش" و"اجتثاث هذا العدو المقيت من العالم". واعتمد البيان الختامي لاجتماع التحالف نفس هذا الخطاب الحربي، إذ أنه أكد على أن الدول الأعضاء في التحالف "متحدة في تصميمها على القضاء على هذا التهديد العالمي". وفي مستهل الاجتماع أكد تيلرسون، أن مقتل البغدادي "مسألة وقت". وقال "لقد قتل تقريباً كل معاوني أبو بكر البغدادي بمن فيهم العقل المدبر لاعتداءات بروكسل وباريس. وأن يلقى البغدادي المصير نفسه مسألة وقت". وأضاف إن "ما يجمع بيننا اليوم هو التزامنا بهزيمة قوة الشر العالمية وأؤكد على كلمة التزام"، مشدداً على أن "نجاح هذه المهمة يعتمد على التفاني لتحقيق هدفنا المتمثل بهزيمة هذا التنظيم". وسعى وزير الخارجية الأمريكي إلى طمأنة حلفاء بلاده القلقين من سياسة الإدارة الجديدة في الشرق الأوسط، مؤكداً أن "هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية هو الهدف رقم 1 للولايات المتحدة في المنطقة". وهذا الاجتماع الثاني للتحالف الدولي الذي بادر إلى إنشائه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في 2014، أرخت عليه معلومات عن مقتل 40 مدنياً على الأقل في قصف جوي للتحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة قرب الرقة معقل تنظيم "داعش" شمال سوريا، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. التحالف سيحقق والأربعاء أعلن متحدث باسم البنتاغون، أن التحالف الدولي الذي تقوده بلاده سيحقق في تلك المعلومات. وسبق أن تعرض التحالف للانتقادات في الأسبوع الفائت بسبب معلومات عن شن قواته غارة أدت إلى مقتل عشرات المدنيين في مسجد. ونفت الولاياتالمتحدة استهداف مكان عبادة، وسارعت في بادرة استثنائية إلى نشر صور الموقع المستهدف لإثبات أقوالها بأن المبنى الذي أصيب قرب المسجد كان موقعاً لقياديي القاعدة في بلدة الجينة غرب محافظة حلب (شمال). وعقد اجتماع التحالف في واشنطن وسط خلافات بين عدد من بلدانه حول الإستراتيجية المناسبة سواء كان في الرقة أو في الموصل، معقل "داعش" في العراق والتي تسعى القوات الحكومية إلى استعادتها. على مستوى الإستراتيجية يشهد التحالف خلافاً بين الولاياتالمتحدة وتركيا حول القوات التي يجب أن تقود الهجوم النهائي على الرقة. فتركيا ترفض مشاركة وحدات حماية الشعب التي تعتبرها أنقرة مجموعة "إرهابية"، في الهجوم. لكن هذه الوحدات تشكل رأس حربة "قوات سوريا الديمقراطية"، التحالف العربي الكردي، التي يعتبرها البنتاغون الأكثر قدرة على استعادة الرقة بسرعة. وأحد الخيارات المطروحة هو تسليح قوات حماية الشعب. أما الخيار الآخر الذي قد يلقى قبولاً من قبل أنقرة فهو إرسال تعزيزات أمريكية لدعم هذه القوات. كما تنوي وزارة الدفاع الأمريكية إرسال ألف جندي إضافي إلى سوريا مما سيضاعف عديد القوات الأمريكية الذي يبلغ حالياً 850 عسكرياً، في هذا البلد الذي يشهد نزاعاً مدمراً منذ 2011. من جهة أخرى، فأن التحالف مطالب بالرد على سؤال يتعلق بمستقبل هذه الأراضي التي ستتم استعادتها في سوريا: حكم ذاتي بشكل أو بآخر أو عودة إلى سيطرة النظام السوري. وتقدمت القوات السورية التي تتلقى دعماً عسكرياً روسياً منذ سبتمبر 2015 في شمال البلاد ووصلت إلى مواقع قريبة من منبج المدينة التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية.