كشف الأستاذ عبد الحميد مهري الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني في مداخلته صبيحة أمس خلال افتتاح أشغال الملتقى الدولي الثامن حول مجازر الثامن ماي 45 والذي تحتضنه جامعة ڤالمة على مدار يومين كاملين، أن تحقيق وحدة المغرب العربي الكبير تبقى ضرورية أمام التحديات التي يواجهها العالم العربي من طرف الغربيين، وتنفيذا لمشروع الثورة الجزائرية الذي كان يهدف أساسا إلى تأسيس دولة ديمقراطية واجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية. وتطرق مهري في مداخلته التي استقطبت اهتمام كل الحاضرين بقاعة المحاضرات للمكتبة المركزية بجامعة ڤالمة، إلى أهم المحطات التي مرٌت بها المقاومة الشعبية في الجزائر والتي أكد أنها استمرت على مدار أكثر من قرن كامل، مضيفا في ذات السياق أن ثورة أول نوفمبر كانت وليدة لروح المقاومة التي هيأت الشعب الجزائري للوقوف في وجه المستعمر الفرنسي المستبد الذي مارس طغيانه بأبشع الطرق والأساليب التي ستظل وصمة عار على جبين الحكومات الفرنسية المتعاقبة. وذكر مهري أن الحركة الوطنية التي جابهت ما نتج من تغيير في السياسة الخارجية عقب الحرب العالمية الثانية بمواقف واضحة وجريئة بنظرة مستقبلية، خاصة بعد ما استفحلت الحرب الباردة وبدأ الغربيون يخططون لما أصبح يعرف اليوم بالحلف الأطلسي، مؤكدا أن ثورة الفاتح من نوفمبر، جددت روح المقاومة بإعطائها الصبغة الوطنية، وبمشاركة كل فئات الشعب الجزائري بمختلف انتماءاته السياسية الإيديولوجية، مؤكدا في السياق ذاته أن الشعب الجزائري الذي كان يطمع في تجسيد مبدأ حق الشعوب في تحقيق مصيرها، انتفض في الثامن ماي ليبرهن على وحدته وتماسكه للمطالبة بحقه في نيل الاستقلال المشروع، لكن يضيف مهري أن الجزائريين الذين خرجوا في مسيرات سلمية قابلهم الفرنسيون بأبشع أساليب التعذيب والتنكيل لقمع المسيرات التي كانت في مناطق مختلفة من الوطن ومنها ڤالمة التي سقط فيها لوحدها أزيد من 18000 شهيد، منتقدا في ذات السياق علاقة الجزائر بالحلف الأطلسي الذي ساهمت جيوشه في الماضي القريب في قمع أبناء الجزائر الذي لم تمنعهم ظروفهم القاهرة في ذلك الوقت من الوقوف في وجه المستعمر ودفعوا أنفسهم فداء لاستقلال الوطن.