أكّد "حسين آيت علجت" نجل العلامة الجليل الشيخ "محمد الطاهر آيت علجت"، مساء الاثنين، إنّ والده بخير. في تصريح ل "الشروق أون لاين"، نفى "حسين آيت علجت" ما تردّد على شبكات التواصل الاجتماعي بشأن "تدهور صحة" العالم الرباني الذي خدم الجزائر علما وجهادا. وأورد محدثنا: "والدي ورغم ثقل سنواته المائة، يواظب على تقديم دروس بمسجد الحي في العاصمة، ورغم الإرهاق، إلاّ أنّه دائم الحضور". ولا يزال "آيت علجت" (من مواليد قرية ثاموقرة ببني عيدل سنة 1917م)، كبيرا بتواضع العلماء وأخلاقه العالية الموشاة بعلمه الواسع وعطائه غير المنقطع لخدمة الجزائر والإسلام تدريسا وإرشادا في أكثر من موقع. واشتهر العلاّمة "آيت علجت" كفقيه لغوي حفظ القرآن الكريم بمسقط رأسه وبزاوية جدّه الشيخ يحي العيدلي رحمه الله تعالى وبها تلقى المبادئ الأولى لعلوم الأدب واللغة العربية على يد شيخه العلامة السعيد اليجري رحمه الله تعالى ، بعدها رحل إلى زاوية الشيخ بلحملاوي بالعثمانية قرب قسنطينة حيث أتمّ هناك دراسته الشرعية، من فقه ولغة ونحو وعلوم أخرى كثيرة مثل الرياضيات والتاريخ والجغرافية والفلك وغيرها. وبعد تمكّنه، تصدّى "آيت علجت" للتعليم والتدريس والإفتاء في زاوية ثاموقرة، وهذا قبل الحرب العالمية الثانية، فأحدث نهضة علمية إلى غاية 1956ه، وأنشأ نظاما خاصا بزاويته، شبيها بنظم المعاهد الإسلامية الكبرى، فكان تلامذته يلتحقون بالزيتونة بزاد من العلم والأدب يشرّف زاويتهم والقائم عليها. شارك "آيت علجت" في ثورة التحرير، هو وسائر طلبة الزاوية الذين التحقوا كلّهم بركب المجاهدين بعد أن هدّمت فرنسا زاويتهم سنة 1956م، وسافر إلى تونس في أواخر سنة 57م بإشارة من العقيد عميروش الذي كان الشيخ يتولى منصب الإفتاء في كتيبة جيشه، كما كان يتولى فصل الخصومات، ومن تونس سافر إلى طرابلس الغرب ليبيا حيث عيّن عضوا في مكتب جبهة التحرير هناك. بُعيد الاستقلال، عُيّن "آيت علجت" أستاذا بثانوية عقبة بن نافع بالجزائر العاصمة وثانوية عمارة رشيد ببن عكنون إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1978، وبطلب من وزارة الشؤون الدينية، عاد إلى نشاطه المسجدي، ليمارس دروس الوعظ والإرشاد بمسجد حيدرة وغيره من المساجد. تخرّج على يدي "آيت علجت" جملة من الطلبة المتمكنين، ومازال عطاؤه مستمرّ، فهو إلى يوم الناس هذا يعقد دروسا في الفقه والنحو وفن القراءات وغيرها من العلوم الشرعية بمسجد بوزيعة مكان إقامته. ويعدّ الشيخ من الأعضاء البارزين ومن المؤسسين لرابطة الدعوة الإسلامية بالجزائر، ول "آيت علجت" مؤلفات في فنون كثيرة، كما هو الآن بصدد كتابة مذكرات تروي تاريخه وتاريخ الثورة الجزائرية، وتقييمه للأحداث ومواقفه عبر مسيرته الرائدة.