اختارت جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، الشيخ محمد الطاهر آيت علجت، لتقلده وسام خادم اللغة العربية في طبعته لسنة 2016، بمناسبة اليوم العربي للغة العربية المصادف الفاتح مارس من كل سنة، وذلك في حفل ستحتضنه القاعة الحمراء بالمكتبة الوطنية الثلاثاء المقبل. يأتي اختيار الشيخ محمد الطاهر آيت علجت تكريما له لما قدمه في خدمة اللغة العربية ومساهمته في تكوين أجيالا، وتعليمهم قواعد الأدب والفكر، والكتابة والقرآن. يعد الشيخ آيت علجت أحد أهم رجالات العلم والفكر بالجزائر، حفظ القرآن الكريم بزاوية جده الشيخ سيدي العبدلي أين تلقى المبادئ الأولى لعلوم الأدب واللغة العربية على يد شيخه العلامة السعيد البحري، رحل إلى الزاوية بالحملاوي بوادي العثمانية قرب مدينة قسنطينة، حيث درس مختلف العلوم الشرعية، من فقه ولغة إلى جانب دراسته لعلوم الحساب والفلك بالإضافة إلى العلوم الإنسانية كالتاريخ والجغرافيا، ليتجها بعد ذلك إلى التدريس والإفتاء في زاوية ثمقرة، وكان ذلك قبل بداية الحرب العالمية الأولى، فأحدث بذلك نهضة علمية لم يسبق لها نظير وكان ذلك في سنة 1956، ثم أنشأ بعد ذلك نظاما خاصا بالزاوية شبيها بنظم المعاهد الإسلامية الكبرى، فكان تلامذته يلتحقون بالزيتونة بزاد من العلم والمعرفة. التحق الشيخ علجت بالثورة التحريرية بعد أن دمر الاستعمار الفرنسي زاويتهم سنة 1956، ثم سافر إلى تونس في أواخر سنة 1957بأمر من العقيد عميروش، وانتقل بعدها إلى طرابلس الليبية حيث عين هناك عضوا في مكتب جبهة التحرير الجزائرية، وبعد الاستقلال عاد إلى الجزائر واشتغل مدرسا بثانوية عقبة بن نافع وثانوية عمارة رشيد بين عكنون، إلى أن أحيل إلى التقاعد سنة 1978، ثم عاد لمزاولت نشاطه المسجدي بعد أن طلبت منه وزارة الشؤون الدينية ذلك، حيث عين إماما بمسجد الغزالي بحيدرة وغيرها من المساجد. وللشيخ مؤلفات عديدة في الفكر والأدب والتاريخ، كما له مذكرات تروي تاريخه وتاريخ الثورة الجزائرية.