كل شيء في هذا الوطن يهرُب أو يُهرّب.. كشفت وحدات حرس الحدود بالجنوب الغربي عن تهريب 330 رأس من الأغنام والطيور خلال الأشهر الأولى من السنة الجارية مقابل 135 رأس أخرى من الإبل والماعز التي تم ضبطها عبر الحدود خلال السنة الماضية. * وتعد الحدود الجنوبيةالغربية حسب تقارير وحدات حرس الحدود للقيادة الجهوية الثالثة المنفذ المفضل لتهريب عشرات القطعان من الماعز والأغنام والإبل إلى المغرب وموريتانيا ودول الساحل الإفريقي، بما أضحى يؤثر على وفرة هذه الثروة الحيوانية في السوق. * وحسب الموالين بمنطقة بشار، فإن الجفاف الذي ضرب المنطقة هذه السنة وبالأحرى ندرة الأمطار المتساقطة أثّر سلبا على الغطاء النباتي مما جعلهم يلجأون إلى اقتناء الأعلاف التي أصبح سعرها لا يرضي الموالين، خاصة تلك التي تباع بوحدات تغذية الأنعام كتلك المتواجدة بالعبادلة، والتي صرح لنا بشأنها الموالون أن أسعارها جد مرتفعة، إذ وصل سعر النخالة مؤخرا إلى 300 ألف للقنطار والسبب - حسب مصادر من وحدة تغذية الأنعام - أن النخالة المباعة للموالين تتوفر على العديد من المزايا خلافا لتلك المباعة في الأسواق الموازية، إذ يتم خلطها بالذرة والسوجا والفسفور والكلكار مما يجعل سعرها يرتفع بهذا الشكل وهو ما أصبح يوجه الموالين إلى وحدة السمباك لاقتناء النخالة الصافية بأسعار يرونها معقولة، إذ يصل سعر القنطار الواحد إلى 145 ألف سنتيم. * بينما يؤكد بعض الموالين أنهم وقصد تقديم النخالة الغنية ببعض الفيتامينات يلجأون إلى الخواص الذين أصبحوا يبيعون العديد من المواد التي تخلط مع النخالة كالذرة مما يجعل سعرها في متناول الموالين بالرغم من أن الموالين مازالوا يشتكون من الغلاء ويتخوفون من الخسائر التي قد يتكبدونها في حال استمرار التهريب والجفاف وكذا التهاب الأسعار. * ورغم الوضعية الحرجة التي يعانيها الموال بالمنطقة فإن تجار اللحوم على مستوى القصابات المتواجدة بأسواق بشار مثلا لم يروا أي انعكاس سلبي أو إيجابي للمستجدات التي عرفها الموسم الفلاحي هذا العام، فالأسعار حسبهم بقت نفسها ولم تخضع إلا لنوعية اللحوم ومدى الإقبال عليها من المستهلكين، فأسعار لحم الخروف لم تتجاوز 640 دج ولم تقل عن هذا السعر، ونفس الأمر ينطبق على باقي أنواع اللحوم الأخرى باستثناء الماعز الذي يقل عنه الطلب في أوساط المستهلكين. * من جهة اخرى، علمت "الشروق اليومي" من مصادر موثوقة أنّ الأمطار الفجائية التي اجتاحت منطقة لقرار الواقعة جنوب بلدية بريزينة بالبيض والتي تبعد عنها ب30 كلم تسببت في هلاك أكثر من 40 رأس غنم وضياع كلي للأعلاف التي كان موالو المنطقة يخزنونها للتغلب على الجفاف. * كما تسببت الكميات المتهاطلة على المنطقة خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية والتي فاقت كميتها حسب المصالح المختصة 12 ملم في تكوين برك مائية في المنطقة المذكورة وفي الكثير من المناطق بالولاية مما صعب عملية الوصول إلى التجمعات السكانية والخيم بجنوب منطقة بريزينة، علما أنها تسببت أيضا في هلاك 46 رأسا من الماشية وفقدان 17 أخرى بولاية بشار أيضا عقب فيضان واد تينغليل نتيجة الأمطار الفجائية كذلك والتي كادت تودي بحياة 8 عمال حاصرتهم المياه. *