يسدل معرض الشارقة القرائي للطفل، هذا السبت، ستاره بمشاركة وقعّها مائة ناشر عربي وأجنبي ومئات كتّاب أدب الطفل، مع برمجة فعاليات كثيرة تنوعت بين الندوات وورشات الكتابة والرسم واللغة والخيال العلمي والابتكار وحتى أركان الطبخ كانت حاضرة لتعليم الأطفال أسس طبخ الأكل، ولكن وسط هذا الزخم من المعارف أفل "نجم" الناشرين الجزائريين وغابت عناوينهم، كالمعتاد يغردون خارج سرب معارض الكتاب الدولية تحت حجج كثيرة. من بين أزيد من مائة دار نشر مشاركة في الطبعة التاسعة المنظمة بمركز "الإكسبو" مثلتها من دول عربية كلبنان ومصر وسوريا تونس.. والأجنبية منها دور نشر ألمانية، بريطانيا وألمانيا وغيرها، لكن لا أثر للناشر الجزائري فلا أجنحة ولا عناوين. وبعد جولة ل"الشروق" في أجنحة المعرض رصدت فيها مختلف العناوين والمشاركين، ظهر أنّ الجزائر مثلّها في جناح العارضين كاتبين فقط هما يوسف بعلوج بعمله "إنقاذ الفزاعة" والدكتورة وجميلة مصطفى الزقاي بعملها "سينما الطفل: الإبداع السينمائي للطفل. الجزائر نموذجا" والكتابان صادران عن "دائرة الشارقة للثقافة والإعلام"، أمّا في الندوات والمداخلات فوجهت الدعوة إلى الكاتب والإعلامي عبد الله لالي والكاتبة والفنانة التشكيلية حفيظة ميمي. ويقول الكاتب عبد الرزاق بوكبة الحاضر في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، عن الحضور الباهت للمثقفين الجزائريين في هذه الفعالية وفعاليات ثقافية أخرى أنّه لا يملك المعطيات الكافية التي تجعله يقدم تبريرات حاسمة ولكن حسب ما لاحظه أنّه بالإمكان أن يكون المشهد الجزائري حاضرا بقوة في الطبعات القادمة بالنظر إلى - كما ذكر - أنّ هيئة الشارقة للكتاب المشرفة على تنظيم المعرض مستعدة لتكثيف حضور الجزائريين سواء الناشرين أو الكتاب. ويعتبر بوكبة أنّ شغف الزوار العرب بالأدب الجزائري ومنه أدب الطفل وشهرة بعض الكتاب والكاتبات سيسهم في تعزيز المشاركة الجزائرية مستقبلا. ومن جهته، أرجع الكاتب يوسف بعلوج سبب غياب الناشر الجزائري عن مهرجان الشارقة القرائي إلى غياب صناعة حقيقية لكتاب الطفل في بلادنا وما ينتج من أدب للطفل ضعيف الإخراج والمضمون وكذا لانعدام الاهتمام بكتّابه بالرغم من أنّ بعضهم حصل على جوائز خارج الوطن. و- حسبه - من يكون مهتما بالمشاركة يجد أن منتوجه الأدبي غير تنافسي وبالتالي يعزف عن المشاركة في فعالية مهمة مثل الشارقة القرائي. واعتبر بعلوج أنّ تمثيل الجزائر بكاتبين أو ثلاث قليل جدا، وحمل المسؤولية للجميع لاسيما في ظل الملايير التي تصرف في مجال كتاب الطفل من دون تحقيق هدف ومستوى معين على صعيد التوزيع والطبع وكذا عدم الاستثمار في الطاقات التي تكتب للأطفال.