اندلع صباح أمس الثلاثاء حريق في واحة المنطقة السياحية بغوفي الواقعة على بعد 80 كم جنوب ولاية باتنة خلف أضرارا كبيرة بالواحة التي تستقطب كل نهاية أسبوع المئات من المتنزهين من مختلف الولايات المجاورة للولاية. وبحسب شاهد عيان اتصل بمكتبنا في بسكرة أن الحريق اندلع في حدود الحادية عشرة في المنطقة الواقعة أسفل الشرفة الثالثة التي تطل على الواحة الممتدة على ضفتي الوادي وفي ظرف ساعتين امتدت السنة اللهب لتلتهم مساحة شاسعة من أشجار النخيل ومختلف الأشجار المثمرة بفعل هبوب الرياح وكثرة بقايا الأعشاب اليابسة. وأكد المصدر عجز بعض عمال بلدية غسيرة عن إطفاء النيران المشتعلة بوسائل بدائية نظرا لقلة تعدادهم وصعوبة التحكم في الوضع لامتداد البساتين تحت سفحي جبل بشكل منحدر يصعب تسلقه في الحالات العادية. وأضاف المصدر انه وأمام العجز عن إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتأخر وصول الحماية المدنية لمدة فاقت الساعة - علما أن مقرها يبعد عن موقع الحريق ب 30 كم - وقف رجال الدرك الوطني رفقة رئيس البلدية في أعلى الشرفة مطلين على ذلك المشهد المأساوي الذي حول جزءا من واحدة من المناطق المصنفة عالميا ضمن المعالم السياحية إلى لوحة سوداء بعد أن كانت نضرة دائمة الاخضرار. هذا وتمكن عمال البلدية بعد تجنيدهم جميعا من الحيلولة دون امتداد اللهب في الوقت الذي وصلت فيه فرقة الحماية المدنية ووجدت كل شيء قد انتهى، ولم تستبعد مصادرنا ضلوع العنصر البشري في الحادث من خلال مواقد النار التي تستعمل لشي اللحم، حيث باشرت مصالح الدرك الوطني تحرياتها مع من كان قريبا من موقع اللهب. ويأتي هذا الحريق في وقت تشهد فيه شرفات غوفي تدفقا غير مسبوق للسياح طالبا للراحة والاستجمام في موقع يطلق عليه البعض جنة الله في أرضه نظرا لروعة جمال الطبيعة وصنع الإنسان الذي اتخذ من سفح جبل شاهق موقعا لإنجاز فندق في سنوات بعيدة لاتزال أطلاله ماثلة للعيان مثلما لاتزال منازل السكان المحليين المهجورة تضفي على المكان روعة البناء تحت السفح في شكل رفوف نوافذها مفتوحة على جنان خضراء للأسف لم يحمها الإنسان من التلف، بل ساهم في إتلافها عدة مرات بفعل ترك النار مشتعلة عند مغادرة المكان لتكون سببا في حصول كوارث بيئية زادها غضب الطبيعة قبل سنوات قليلة مضت تلفا، حيث فاض الوادي الأبيض وجرف بساتين بأكملها.