شجّع الانخفاض المحسوس في أسعار الخضار ربات البيوت على العمل والبحث عن وصفات وتدابير منزلية محلية وأخرى مستوردة من مختلف المطابخ العالمية كي يتمكن من حفظ جميع أنواع الخضر أسابيع قبيل حلول الشهر الفضيل، تفاديا لاقتنائها بأسعار مرتفعة عشية رمضان والأيام الأولى منه. خضر مخللة، مجففة وأخرى مجمّدة هي طرق اتبعتها ربات البيوت الساعيات لإيجاد حيل يستفدن من خلالها من الانخفاض الكبير في أسعار الخضر وينقذن ميزانية المنزل خلال الشهر الفضيل، من صدمة الزيادات التي تتكرر في كل موسم ديني. فلا حديث هذه الأيام داخل المنتديات ومجموعات الطبخ على الأنترنيت سوى على استعدادات شهر رمضان وطرق الاستفادة من الأسعار الحالية. ولم تنجح التطمينات التي أطلقتها الجهات الرسمية ومختلف الجمعيات التجارية، في تهدئة وإزالة مخاوف ربات البيوت المتيقنات عن خبرة ودراية تامة بأن الزيادة آتية لا محالة، ولن تجدي يومها عبارات التطمين أو الحسرة أي فائدة خصوصا وأن أسعار بعض الخضر قد انهارت هذه الأيام فقد بلغ ثمن الكوسة أي "القرعة " هذه الأيام 50 دج، البطاطا: 45 دج، البصل: 35 دج، الفلفل: 75 دج، الثوم: 80 دج، البازلاء "الجلبانة": 80 دج، القرنبيط "الشيفلور": 50 دج، الطماطم النوعية الجيدة: 50 دج، الخس :50 دج. ولذا لجأت ربات البيوت لاقتناء كميات كبيرة من الطماطم ثم تجفيف بعضها عن طريق وضعها بعد تقطيعها داخل فرن على درجة حرارة منخفضة حتى تتخلص من المياه، ثم الاحتفاظ بها لاستعمالها في إعداد السلطات. زيادة على استخدامها في تحضير صلصة الطماطم التي تعتمدها ربات البيوت دوما في تحضير المملحات والمقبلات والشوربة بمختلف أنواعها لجانب أطباق أخرى. ولجأت السيدات لوصفات الجدات في تجفيف البصل والثوم من خلال تعليقها في مكان مرتفع تكون عرضة فيه للتيار الهوائي، مع تجفيف القصبر "الحشيش"، المعدنوس، النعناع بعد غسلها وتجفيفها ثم تقطيعها ووضعها في الظل. وتباينت الطرق من خلال ما رصدناه في جل المنتديات النسوية، فبعض السيدات فضلن تخليل بعض الخضروات على غرار الفلفل الأخضر الحلو والفلفل الحار، اللفت، الجزر، الخضار المشكلة، الزيتون، القرنبيط، الشمندر "بيتراف"، وحتى الليمون سارعت سيدات لاتباع وصفات مغربية للاحتفاظ به وإدراجه ضمن السلطات والأطباق الرئيسية الرمضانية. وتظل عملية تجميد الخضر هي أقدم الطرق التي تحرص عليها ربات البيوت، فقد تعودن على تجميد البازلاء "الجلبانة"، القرنون ليتطور الأمر هذه السنة لخضر أخرى، فقد قامت بعض السيدات بتقطيع بطاطا والاحتفاظ بها داخل أكياس التجميد الأمر ذاته بالنسبة للكوسا "القرعة" التي تشهد ارتفاعا غير مسبوق في الشهر الفضيل مقرونا بندرة لكثرة الطلب عليها. وفي هذا الصدد، كان رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين الحاج الطاهر بولنوار، في تصريح سابق ل"الشروق"، قد أكد على استقرار أسعار الخضر وعدم ارتفاعها خلال شهر رمضان،فسيعرف هذه السنة وفرة في الإنتاج وتنوعا في المحاصيل بحلول شهر جوان واقتران الشهر الفضيل مع فترة جنيها ولن يشهد هذا العام أي ندرة.