تكبد آلاف الفلاحين خسائر مادية معتبرة بمختلف ولايات الوطن بسبب تهاوي أسعار الخضر الموسمية المنتجة خلال أشهر الخريف والشتاء واختلال توازن أسعار شراء المواد الأولية وتكاليف الإنتاج وبين أسعار بيع المنتوجات. قامت أمس آخر ساعة بجولة ميدانية بأسواق الخضر والفواكه بمدينة عنابة حيث لاحظت أن أسعار الخضر تسجل انخفاضا محسوسا يعود بالفائدة على القدرة الشرائية للمواطنين خاصة منهم ذوي الدخل المحدود ما يمكنهم من ملء قفتهم بمختلف الخضروات بأثمان جد معقولة حيث عرضت الطماطم بسعر 25 دج إلى 30 دج للكيلوغرام والبطاطا ب 30 إلى 35 دج للكيلوغرام أما الفلفل ما بين 70 إلى 120 دج والبصل لم يتجاوز 50 دج أما الجلبانة فمن 70 إلى 100 دج للكيلوغرام فعلى الرغم من استحسان المواطنين لهذا الانخفاض في أسعار الخضروات إلا أنه يؤثر سلبا على الفلاحين المنتجين حيث يتكبدون خسائر مادية معتبرة جراء تقهقر أسعار منتوجاتهم الموسمية على غرار الفاصوليا بأنواعها و كذلك الجلبانة و البسباس و الطماطم المنتجة في البيوت البلاستيكية والفلفل بنوعيه كذلك عبر عدد من فلاحي الولايات الشرقية لآخر ساعة أن موسم الخريف و الشتاء هو موسم استثنائي لهم، و ذلك لما تكبدوه من خسائر بالملايين جراء انخفاض أسعار الخضراوات بالأسواق المحلية بمختلف ولايات الوطن حيث أوضح عدد ممن تحدثنا معهم أنهم قاموا بزراعة الجلبانة و الفاصولياء و عدد من الخضروات الأخرى على غرار البسباس، البصل، البروكلي ... كعادتهم و بالرغم من شرائهم البذور بأسعار خيالية إلا أنه وجب عليهم الاستمرار بنشاطهم الفلاحي لإعالة أبنائهم بالدرجة الأولى و توفير الخضر بالأسواق و المساهمة في الحد من وارداتها، مثل البطاطا، حيث قالوا إن قنطارا من بذور جلبانة وصل هذا الموسم إلى 3 ملايين و ثلاث مئة سنتيم بزراعة البذور و ستفيدها و سقيها و معالجتها بالأدوية وصولا إلى جنيها و تسويقها، تصل إلى 16 مليون سنتيم في الهكتار ليتفاجؤوا بعدها أن الكيلوغرام من الجلبانة (البازلاء)، ينحصر ما بين 30 دج إلى 80 دج في أسواق الجملة، وهو ما ساهم في عدم جني المنتوج في الكثير من الحقول لأن ثمن البيع لا يغطي حتى تكاليف اليد العاملة التي تقوم بجني البازلاء (الجلبانة)، ليقوم بعد ذلك بإهمالها ثم حرثها لاستغلال الأرض في نشاط فلاحي آخر وهو ما تطابق أيضا مع الفاصوليا التي يقدر ثمن شراء القنطار منها من 7 إلى 9 ملايين سنتيم وتكلفة الإنتاج تصل إلى 18 مليون سنتيم لتباع ب 70 دج للكيلوغرام، الحالة نفسها شهدتها خضروات أخرى على غرار البصل، البسباس و البروكلي و الطماطم التي لم يتجاوز سعرها 30 دج للكيلوغرام في عز الشتاء بالرغم من أن تكاليف إنتاجها حطمت جميع المقاييس، ليبقى الفلاح ضحية انهيار الأسواق و غلاء البذور و الأدوية و الأسمدة و اليد العاملة في ظل عدم وجود تسقيف للأسعار من طرف السلطات الوصية و كذا عدم إنشاء سوق لتباع فيه الخضر و الفواكه من المنتج إلى المستهلك مباشرة.