تشهد أسعار مختلف أنواع الخُضر والفواكه التهابا ملحوظا هذه الأيام وقبل حوالي 48 يوما عن شهر رمضان المقبل، ورغم أن هذا الشهر المُعظم سيأتي في فترة معروفة بوفرة المنتوج مثلما كان الشأن السنة الماضية لكن المُضاربين بدؤوا من الآن يدفعون نحو ارتفاع الأسعار والتركيز أساسا على بعض المواد عبر اللجوء إلى تخزين كميات كبيرة منها وجعلها نادرة في السوق، ما يجعل أسعارها ترتفع بشكل غير منطقي، وهو الحال مثلا بالنسبة للبازلاء »الجلبانة«، الليمون، و»الدقلة«. تختلف أسعار الخُضر والفواكه التي وقفنا عليها صبيحة أمس ببعض أسواق الجزائر العاصمة كسوق »كلوزال«، وعلي ملاح، عن تلك التي كانت معتمدة قبل يومين فقط،، فيبدو أن بداية هذا الأسبوع هي الانطلاقة التي اختارها تجار الجملة والمُضاربين من أجل دفع الأسعار إلى الارتفاع بشكل أو بآخر وذلك عشية شهر رمضان الكريم الذي لم يبق عليه سوى 48 يوما إذا ما اعتمدنا على التقويم الإسلامي لمكة المكرمة الذي حدد هذا الموعد ليوم 29 جوان المقبل. وفي هذا السياق، ارتفع سعر البازلاء »الجلبانة« من 70 دج للكيلوغرام الواحد إلى ما بين 100 و120 دج ويتوقع بعض تجار التجزئة الذين تحدثوا إلينا أن يرتفع السعر إلى 200 دج مع مقربة الشهر الفضيل باعتبار، يقولون، أن بعض المُضاربين وتجار الجملة لجأوا إلى تخزين كميات كبيرة منها إلى حد أنها أصبحت قليلة جدا في السوق رغم كونها في موسمها، وذلك بهدف التحكم في السعر، نفس الشيء يُضيفون بالنسبة لمادة الليمون التي ارتفع سعرها في ظرف وجيز جدا إلى ما بين 100 و 120 دج كذلك مادة البسباس التي بلغ سعر الكيلوغرام الواحد منها 150 دج وهو سعر غير مسبوق بالنسبة لهذه المادة، كذلك الدقلة التي أصبحت أسعارها تتراوح بين 400 و650 دج للكيلوغرام الواحد، وهي كلها، يُضيف ذات التجار، مواد مُخزنة بشكل مدروس والهدف هو رفع الأسعار. كما شهدت مختلف المواد الأخرى ارتفاعا ملحوظا في أسعارها، كمادة الجزر التي بلغ سعرها ما بين 70 و80 دج للكيلوغرام الواحد بعدما كان لا يتجاوز 40 دج والسلاطة التي بلغ سعرها 80 دج بعدما كان بين 40 و50 دج والبصل 35 دج بعدما كان بين 20 و25 دج واللفت 70 دج والمانجتو 180 دج والفول ما بين 80 و100 دج و»القرنون« بين 100 و120 دج، وعاود سعر الفلفل التوجه نحو الارتفاع بحيث بلغ أمس 100 دج للكيلوغرام بعدما شهد الأيام الأخيرة تراجعا إلى 70 دج..هذا في وقت حافظت بعض المواد الأخرى على استقرارها كالطماطم التي بلغ سعرها بين 50 و60 دج والبطاطا بين 30 و40 دج. وبدورها لا تزال أسعار مختلف أنواع اللحوم تُخيف الطبقة الفقيرة والمتوسطة، فسعر الدجاج يتراوح بين 290 و320 دج للكيلوغرام و»السكالوب« بين 650 و680 دج والسردين بين 450 و550 دج، حسب توقيت الشراء، أما اللحوم الحمراء فتتراوح بين 690 و1400 دج بما في ذلك اللحم المُستورد الطازج الذي تبق أسعاره أقل بكثير مما يُسمى »لحم بلادي«. وفي الوقت الذي توقع فيه بعض تجار التجزئة أن تشهد الأيام المقبلة وكلما اقتربنا من الشهر الفضيل ارتفاعا في أسعار بعض المواد عدا تلك التي تكون في موسمها وبمحصول وفير مثلما حدث السنة الماضية، لم يستغرب بعض أرباب البيوت مثل هذه الظاهرة التي، يقولون، بأنهم اعتادوا عليها وسلموا أمرهم لله. وكان وزير التجارة، مصطفى بن بادة، أورد مؤخرا على هامش افتتاح الصالون الدولي للصناعات الغذائية بقصر المعارض، أن دخول نحو ألف سوق جوارية ومغطاة عبر كافة التراب الوطني في الفترة الممتدة بين 2012 و2014 حيز الخدمة سيسمح باستقرار أسعار ووفرة المنتوجات الغذائية خلال شهر رمضان.