تعمل جمعيات يهودية على قدم وساق، لربط علاقة بين "يهود الجزائر" وإسرائيل، حيث ستقوم بتنظيم مؤتمر خاص لفائدة هؤلاء يوم 18 مارس الجاري بالقدس المحتلة، بمناسبة مرور 60 سنة على قيام الكيان الإسرائيلي. وحسب ما حضّرته جمعية "موريال" اليهودية، فإن برنامجا خاصا سيكون في انتظار "يهود الجزائر" يوم 18 مارس بقاعة المؤتمرات بالقدس المحتلة، حيث سيتم تناول "يهود الجزائر" كحالة من اليهود المبعثرين عبر العالم الذين تأخروا في الالتحاق بإسرائيل منذ استقلال الجزائر ورحيل الاستعمار الفرنسي، اذ يسود اعتقاد في إسرائيل بأن "يهود الجزائر" فضلوا الرحيل إلى فرنسا والاستقرار بها بدل "إعمار" الكيان الصهيوني. وينتظر أن تأخذ هذه المسألة قسطا مهما من النقاشات في المؤتمر المذكور، وستكون في شكل "محاكمة" لهؤلاء عن تخليهم عن واجب إعمار الكيان الجديد، بعد ما استقلت الجزائر سنة 1962، حيث يقول رئيس الجمعية، التي ستنظم التظاهرة "إن يهود الجزائر هم الأقل تمثيلا في إسرائيل مقارنة بيهود تونس والمغرب"، الذين تربطهم علاقة وطيدة بالكيان الإسرائيلي، بل أن يهود الجزائر كانوا الأحدث عهدا بالتردد على إسرائيل مقارنة بالجاليات اليهودية من مختلف أنحاء العالم.ويذكر أنه في سنة 1963 أقيمت محاكمة معنوية ل"يهود الجزائر" لعدم التحاقهم بإسرائيل وقتما كان النزوح جماعيا من الجزائر نحو فرنسا مباشرة بعد إعلان استقلال الجزائر، وهي محاكمة رمزية سوف يعاد فتحها بمناسبة مرور 60 سنة على احتلال فلسطين. وإذا كان تنظيم مؤتمر لليهود داخل الكيان الإسرائيلي أو غيره من مناطق العالم يعتبر أمرا عاديا يدخل في إطار سعي إسرائيل إلى استقطاب مزيد من اليهود لداخل الكيان، فإن استهداف "يهود الجزائر" تحديدا، خاصة في الذكرى ال60 لإنشاء هذا الكيان، والحديث ضمن موضوعات المحاضرات والنقاشات عن تاريخ الجزائر والاستعمار الفرنسي لها، يعد استفزازا للجزائر وأمرا تختفي وراءه نوايا مشبوهة، الهدف منها جمع شتات هؤلاء اليهود المبعثرين في فرنسا وعبر عدد من دول أوربا والعالم، حول تاريخ مشترك يسمى "الجزائر"، حسب ما تروج له مختلف وسائل الدعاية الإسرائيلية.ويعتبر ظرف عقد مؤتمر ليهود الجزائر دون غيرهم من يهود العالم، في مارس من هذه السنة، في وقت يحمل هؤلاء على عاتقهم اللوم منذ سنة 1963 بتخلفهم عن "أرض الميعاد"، يعتبر بعيدا عن النوايا الحسنة، خاصة إذا ربط الحدث بظرف سعي دول أجنبية وعلى رأسها فرنسا في إقامة تكتلات جهوية اقتصادية وسياسية تكون فيها إسرائيل طرفا كامل العضوية إلى جانب دول لا تعترف بها مثل الجزائر، على غرار فكرة الاتحاد المتوسطي لصاحبها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.