عاشت عنابة الخميس، مأساة جديدة في عالم الهجرة غير الشرعية، أودت بحياة ثلاثة شباب، مازالت جثة أحدهم لم تنتشل بعد، وحسب مصادر خاصة وأخرى على لسان الحراقة، فإن الحادثة وقعت في البحر، بعد انطلاق عملية الحرقة مباشرة، في الساحل العنابي، عندما اكتشف بارون الحرقة، وهو أربعيني من مدينة عنابة، بأن شابين من الحراقة يقطنان بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، بحوزتهما مبلغ من الأورو فحاول تجريدهما منه، فحدث عراك بالسلاح الأبيض على سطح الزورق الذي كان به 28 حراقا. جعل العراك البارون ينتقم من الشابين بإشعال النار في وقود المركب، فحدث انفجار واشتعال كثيف للنار، جعل جميع الحراقة يرمون بأنفسهم في البحر حتى وصل 25 منهم إلى شاطئ عين بربر وهلك ثلاثة، لم يتم لحد الآن انتشال إلا جثتين، وكانت مصالح الحماية المدنية بعنابة قد تدخلت أول أمس، في حدود الساعة الثامنة والنصف صباحا، من أجل انتشال جثتي شابين في العقد الثالث من العمر لقيا حتفهما غرقا بشاطئ عين بربر بسرايدي بعنابة. وحسب المعطيات التي تحصلت عليها الشروق اليومي، من قبل الرائد بلهوشي عبد الحميد المكلف بالإعلام والاتصال على مستوى مديرية الحماية المدنية بولاية عنابة، والذي أكد في اتصال هاتفي أن مصالحه تلقت في حدود الساعة الثامنة والنصف من صبيحة أول أمس، مكالمة هاتفية من قبل مجهول بمنطقة عين بربر التابعة إداريا لبلدية سرايدي، مفادها اختفاء 3 شباب، وغرقهم بالقرب من المرفأ البحري القديم بعين بربر، حيث تنقل عناصرها على الفور إلى عين المكان مرفوقين بالجهات الأمنية المختصة المتمثلة في مصالح الدرك الوطني وحراس خفر السواحل، بعد ما سخرت إمكانيات مادية وبشرية متمثلة في زورق مطاطي نصف صلب وسيارتي إسعاف، كان على متنها 6 أعوان للحماية المدنية و3 غطاسين، وباشروا على الفور رحلة البحث عن الحراقة الثلاثة المفقودين، التي دامت قرابة 5 ساعات من البحث، ليتمكنوا في الأخير من العثور على جثتين على بعد 80 مترا من شاطئ عين بربر وعلى عمق 10 أمتار، حيث تمكنوا من إخراجهما وتحويلهما نحو مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي ابن رشد بعنابة، لإتمام الإجراءات القانونية اللازمة. ويتعلق الأمر بكل من خربوش رفيق 30 سنة من قسنطينة، وقجامي عبد الرحمان 33 سنة من الجزائر العاصمة، فيما لم يتمكن الغطاسون التابعون لمصالح الحماية المدنية من العثور على جثة الشاب الثالث الهالك غرقا، في الوقت الذي تمكن 12 من الحراقة بلوغ لشاطئ، وتواصلت الأبحاث لساعات أمس، لكن دون جدوى، من جهتها فتحت مصالح الدرك الوطني بإقليم الاختصاص الذين كانوا حاضرين في مكان الحادثة، تحقيقا في ملابسات الحادثة الخطيرة، وحسب المعلومات التي حصلت عليها الشروق اليومي، فإن فوج الحراقة ضم شبابا من سبع ولايات، هي عنابة والطارف والعاصمة والبليدة وقسنطينة وميلة وسطيف، وقد تلقت الشروق اليومي أمس بيانا من مصالح الدرك الوطني أكدت فيه خبر هلاك ثلاثة شباب، وإسعاف 25 نجوا من الموت المحقق، كما تم حجز 50 برميلا من الوقود وألبسة و3300 أورو، وموازاة مع هذا الحادث أحبطت أيضا أمس ذات المصالح محاولة هجرة عبر قارب ضم 39 شخصا حاولوا الإبحار من شاطئ عين بربر.