يشتكي سكان قرية تقرمبايت، والبالغ عددهم ألف نسمة، والتي تبعد ب 11 كيلومترا عن مقر عاصمة الولاية تمنراست من تدهور الوضع البيئي، على مستوى القرية، جراء تكوّن برك من مياه الصرف الصحي، المتسربة من القناة الرئيسية للعاصمة الولاية بكمية تفوق 100 متر مكعب يوميا . واشتكى سكان القرية من الوضعية التي آلت إليها، حيث تحوّلت إلى وكر لتكاثر الحشرات طوال فصول السنة، مما تسببت في انتشار الأمراض الجلدية والتنفسية، جراء تلوث الهواء إضافة إلى ما أشار إليه السكان لتلوث مياه الشرب في الآبار التي يتزود بها سكان القرية، مما أجبر الأهالي على اقتناء الصهاريج، مقابل أسعار مرتفعة، غير أن أهم انعكاس سلبي على وضعية القرية هو تحوّل الأراضي الفلاحية إلى أراض بور، جراء تكون أكوام من النفايات المنزلية وكل أنواع الفضلات. أحد السكان أكد للشروق أن حياتهم تحولت إلى جحيم منذ أن تم اختيارها كمصب لشبكة الصرف الصحي، رغم معارضة السكان لها، حيث سبق لهم وأن نظموا وقفات احتجاجية أمام مقر الولاية، من أجل تغير مصب مياه الصرف، حيث وعدهم الوالي السابق ببرمجة مشروع في القريب العاجل لتحويل موقع المصب، بعد أن يتم من خلاله إنجاز مسار آخر لشبكة الصرف الصحي، على بُعد حوالي 20 كليومترا من القرية، لكن للأسف يضيف أحد أبناء القرية أن وعود الوالي السابق، ذهبت أدراج الرياح بمجرد تحويل المسؤول إلى ولاية أخرى، واليوم يتحدث السكان أنهم يعانون الأمرين جراء ذلك، خاصة مع ما وصفوه بتهرب المسؤولين من إيجاد حل للمشكل الذي أصبح كابوسا يقض مضجع أهل تقرمبايت، وفسروا ذلك بغياب روح المسؤولية، إذ هدد سكان القرية بالدخول في وقفة احتجاجية، مستمرة أمام مقر الولاية، من أجل المطالبة بتدخل الرجل الأول في الولاية، من أجل إنقاذ حياتهم من الجحيم، خاصة بعد ظهور عدة أمراض معدية بين الأطفال، في ظل ما وصفوه بتقاعس مصالح البيئة في معالجة الوضع من خلال رش المبيدات للتخفيف من نسبة التلوث جراء انتشار الحشرات الضارة كالبعوض، وعلى مدار شهور السنة يبقى المطلب الوحيد للسكان هو تغير مسار مصب قنوات الصرف الصحي إلى وجهة أخرى وإنجاز خزان مائي يسمح بتوفير مياه الشرب.