عرفت العديد من المناطق بالعاصمة وضواحيها، عودة قوية لمظاهر التجارة الفوضوية، التي لقيت ارتياح المواطنين، في ظل الأسعار المقبولة التي باتت تباع فيها الخضر والفواكه مقارنة بالمعروضة عبر الأسواق والمحلات، وباتت قبلة لكل فئات المجتمع، سواء الأغنياء أم الفقراء من أجل اقتناء حاجاتهم بأقل الأسعار. ويقطع الكثير من المواطنين، الكيلومترات من أجل اقتناء الخضر والفواكه على مستوى نقاط البيع الفوضوية التي عادت بقوة مع حلول الشهر الفضيل، لما يعرضه أصحاب الشاحنات الصغيرة، من مختلف السلع بأسعار "مغرية" تضاهي في كثير من الأحيان أثمان الخضر والفواكه بأسواق الجملة، خاصة أن هذه الفئة تقوم في كثير من الأحيان باقتناء السلع من الفلاح مباشرة، وعلى هذا الأساس يفر غالبية أصحاب السيارات إلى هذه النقاط من أجل اقتناء حاجياتهم هروبا من لهيب الأسعار التي يفرضها التجار النظاميون بالأسواق والمحلات.
أسعار معقولة وفضاء مفتوح للزوالية ...الساعة كانت تشير إلى حدود منتصف النهار، حين وصلنا إلى بلدية تسالة المرجة، وتحديدا على مستوى الطريق المؤدي إلى مقطع خيرة، حيث لفت انتباهنا كثيرا انتشار غير مسبوق للشاحنات الصغيرة التي حول أصحابها جانبي الطريق إلى سوق للخضر والفواكه، التي تباع بأسعار مقبولة مقارنة بما يعرض في الأسواق، فالبطاطا مثلا تراوحت بين 38 دينارا و40 دينارا للكيلوغرام، والطماطم لم تتجاوز 35 دينارا، أما البصل فقد تراوح سعره بين 20 و25 دينارا جزائريا، فيما استقر سعر الكيلوغرام من الثوم في حدود 115 دينار، والجزر ب 55 دينارا وهو نفس سعر الكوسة. وما يلفت الانتباه هناك هو التهافت الكبير للمواطنين عليها خاصة منهم أصحاب المركبات، ولم يقتصر الأمر على الفقراء فقط بل حتى أصحاب المركبات الفارهة باتوا يقصدون المكان من أجل اقتناء مختلف أنواع الخضر والفواكه لما يوفره هؤلاء التجار من منتجات بأسعار معقولة. وحسب التجار، فإن مستوى الإقبال ارتفع كثيرا منذ بداية الشهر الفضيل، خاصة أن الأسعار بقيت مستقرة مقارنة بما كان عليه الوضع في الأسواق المنتظمة.
هنا.. كلّ شيء للبيع على الهواء الطلق ولم يكن التوافد اللافت على الطاولات والشاحنات الصغيرة بأقل حدة بطريق الكاليتوس، حيث تنتظم يوميا عشرات المركبات على طول الطريق من أجل عرض الخضر والفواكه. وتلقى هذه الأخيرة إقبالا منقطع النظير، فيما تحول الطريق الرابط بين الكاليتوس والأربعاء وكذا الطريق الرابط بين الأربعاء وسيدي موسى إلى سوق كبير على الهواء الطلق، والأكثر من ذلك أنه أخذ باعا كبيرا، باعتبار أن الكثير من سكان العاصمة وضواحيها أضحوا يقصدونهما بصفة دورية بما يعرضه التجار من خضر بأسعار معقولة. سيارات من كل الأنواع متوقفة في جانبي الطريقين وآخرون يبحثون عن مكان لركن سياراتهم ما سبب بعضا من الزحام.. طوابير على الشاحنات الصغيرة لاقتناء بعض الحاجيات، هذا ما بات يميز طريق الأربعاء منذ بداية الشهر الفضيل، لا لسبب إلا لكون التجار به يعرضون سلعا بأسعار معقولة، وهو ما جعله مقصد الجميع حسب ما أكده أحد المواطنين، الذي قصد المكان قادما من الجزائر الوسطى، مشيرا إلى أنه قصد المكان خصيصا من أجل اقتناء بعض الحاجيات، معتبرا أن كل الأسواق الموجودة بقلب العاصمة تباع فيها الأسعار بشكل مرتفع مقارنة بهذا السوق، فأحيانا نجد أن الفارق بين ما يعرض هنا وما يباع بالأسواق البلدية يصل إلى 30 دينارا في الكيلوغرام، مضيفا أن هذا المكان بات ملجأ "للزوالية".