يكفي أن تذكر عنوان السورة ليوجه إليك يحيى نظرات حادة، يشير بسبابته وينطق قرآنا. فالرضيع لا يمر على الآيات مرور المستعجل وإنما يقرأ بتدبر وكأنه يعي ما يقول.. هنا تصاب بالذهول وتقف منبهرا أمام هذا المشهد الذي هو أقرب إلى المعجزة منه إلى الواقع. تقول والدة الطفل يحيى بوقفطان من البليدة في لقاء رأينا فيه "عجبا" أن رؤياها خلال فترة حملها بصغيرها هذا جاءت مثل فلق الصبح، إذ رُزقت بآية من آيات الله، حيث رأت فيما يرى النائم أنها تعتلي مقاما فخما قبالة جمع من الصحابة وتتلو القران بصوت شجي، ليهمس لها شخص في أذنها أن الصحابي سعد بن أبي وقاص يناديها.
قصة الرؤيا الغريبة في طريقها إليه أشار عليها الهامس لتنظر إلى شخص بهي أخبرها بأنه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، تقول محدثتنا: "فانتابني شعور بالرهبة، من بعدها توجهت إلى جدار أبيض غرز فيه دينار فضي قيل إن سعد بن أبي وقاص تركه من أجلي، فاقتلعته من الجدار وأخذته... استفقت من منامي وأنا أبحث عن تفسير لما رأيت"، تقول محدثة "الشروق".. مرت أشهر الحمل وعاودتها الرؤيا إذ رأت الأم الحامل نفسها بمكة وما إن وطأت قدماها مكان الطواف إذا بالناس يفسحون لها المجال لتمر إلى أن دخلت الكعبة الشريفة.
يده تشكل لفظ الجلالة تستطرد محدثتنا... اقترب موعد الولادة، وبينما أنا نائمة، إذا بهامس يكرر في أذني الآية: "يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يحيىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا"، فاستفقت وأنا أردد الآية التي لم أكن أحفظها"، تؤكد آم يحيى. وعن ولادة جنينها، تقول محدثة "الشروق" إنها كانت عسيرة ودامت أربع ساعات رأت فيها من الألم، إلى درجة كاد قلبها يتوقف.. خرج الصغير "يحيى" إلى الحياة وراح يحدق في والدته بنظرات "محيرة لن تنساها" واكتشفت حينها أن ابنها ولد بتشوه في يده اليمنى، إذ خُلق ب "ست" أصابع. وبعد مدة حمله والده إلى الطبيب رغبة في استئصال الأصبع الزائدة وعند إخضاعه للأشعة تبدى لفظ الجلالة "الله" واضحا في يده المشوهة كما ارتأى الأطباء أنه ما من داع لإخضاع الطفل لعملية استئصال الأصبع السادسة التي تبدو على شكل هلال كونها ستعود مجددا.
يسبح لله لما بلغ أربعين يوما تروي خالة الرضيع "يحيى" في حادثة غريبة، أنها رافقت شقيقتها التي كانت منهكة عقب الولادة لترعاها هي وصغيرها، تقول: "بينما يحيى نائم في المهد وعمرة لا يتعدى أربعين يوما، إذا به يعقد أنامله مسبّحا"، وهو المشهد المثير الذي جعلها تهرع وتتناول هاتفها لتسجل له فيديو حتى تراه والدته التي كانت نائمة بجانبه، تضيف الخالة أن يحيى كان كغيره من الأطفال يبكي ليلا لكن بمجرد سماعه القرآن تتوقف نوبة الصراخ وينام مباشرة. كبُر يحيى وحدث وهو ابن سنة من العمر وبينما العائلة مجتمعة، إذا به يشير إلى لوحة معلقة على الجدار ويقرأ ما كتب عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فتبادل الجميع نظرات الدهشة والمفاجأة. وفي حادثة أخرى تناول المصحف وراح يبحث عن آيات السجود ويقرؤها فأصيبت أمه بالدهشة، لا سيما أن ابنها لا يعرف الحروف بعد، فكيف له أن يقرأ القرآن. وتردف محدثة الشروق": "صار عقلي مشوشا ولم أعد قادرة على احتواء فورة أعصابي وانفلاتها والتكيف مع الوضع الجديد".
الويل لمن أخطأ في القراءة أمام يحيى! الطفل "يحيى" ورغم كونه كثير الحركة غير أنه منقطع عن شواغل أخوته بالمنزل وهموم الأطفال الصغيرة، فلا تلهيه رسوم متحركة أو لعب وإنما شغفه بالقرآن، فلا تراه إلا حاملا مصحفا أو باحثا عن قناة للقرآن ليجلس ويستمع والويل لمن قرأ أمامه القرآن وأخطأ النطق، إذ تنتابه نوبة غضب شديد وصراخ لا تتوقف إلا بتصحيح الغلطة التي ارتكبت، وتطورت ملكاته فصار يحفظ أسماء المشايخ ويفرق بينهم ويحفظ فهرس المصحف الشريف عن ظهر قلب ويفرق بين الصور المكية والمدنية ويقرأ سورة التوبة من دون بسملة دون أن يعلمه أحد ذلك، تضيف محدثتنا أن الغريب في أمر ابنها أنه كلما خرج إلى الشارع لا يتوقف عن النطق بآيات الوعيد والعذاب بصوت مرتفع ما جعل الأم تتحاشى أن تتنقل رفقته عبر الحافلة.. واستمرت الحال والوالدان يحاولان عبثا إيجاد تفسير لهذا الوضع، فعرضوا الطفل على أخصائيين نفسانيين كونه لا يتكلم حتى "الدارجة"، غير أنه ينطق بلغة عربية فصحى. واستنجدت الأم بالرقاة لاعتقادها أن صغيرها مصاب بمس وبينما الراقي يقوم بالرقية ويتلو آيات من القرآن، إذا بيحيى يكمل معه الآيات، فانبهر الشيخ واكتفى بالقول إن الصغير معجزة عظيمة وآية كبيرة تشهد على عظمة الخالق.
الرضيع يقرأ الكتابة الإنجليزية بلا أخطاء الرضيع يحيى صاحب السنتين من العمر، الذي لم تفطمه أمه بعد، ما زال لا يتكلم لغتنا الدارجة غير أنه ينطق القرآن بلسان عربي فصيح، يحفظ الأحاديث النبوية، ويحفظ دعاء ختم القرآن كاملا والأدعية على اختلافها وصار يتكلم الإنجليزية. ولا تقع عيناه على شيء مكتوب إلا وقرأه من دون أخطاء.. جعل من والديه يحملان همّه وغير قادرين على ضبط نفسيهما فأمره هذا لم يخطر لهما على بال. وتقول الوالدة التي ترى في ابنها آية ومعجزة ربانية، إنها لا ترغب في أن يكون يحيى أشهر من نار على علم، تكتب عنه الصحف، وتقدم الفضائيات نشرات خاصة به، بل أملها الوحيد هو أن يلقى ابنها الاهتمام والتكفل من قبل معهد متخصص في العلم الشرعي، لأنه من غير المنطقي أن يدخل هذا "النابغة" القسم التحضيري أو المدرسة العادية وعقله قد تجاوز سنه بمراحل. أم يحيى، في ختام لقائها مع "الشروق"، أكدت أن ما تطمح إليه هو أن يُؤخذ يحيى بقدر ما أعطاه الله من الفهم والإدراك والكرامات.