حذّر فلاحو الجهة الشمالية الغربية من منطقة وادي سوف، من استمرار توسع مصب المياه القذرة الواقع في شمال بلديتي المقرن وسيدي عون على حساب الأراضي الفلاحية في عملية اعتبروها غير مدروسة، ناهيك عن المخاطر التي بات يسببها المصب النهائي لشبكة الصرف الصحي خاصة لجهة تسببه في نفوق أعداد من رؤوس الإبل. وأوضح عدد من فلاحي الجهة المتضررة من تواجد المصب النهائي لمشروع الصرف الصحي فيها، عن قلقهم من استمرار القائمين على تسيير المصب في توسيعه على حساب الأراضي المحيطة به، والتي كانوا يتطلعون لأن تتحوّل إلى حقول تنتج مختلف المزروعات من طماطم وبطاطا وغيرها من الخضر والفواكه التي تشتهر دائرة المقرن بولاية الوادي بإنتاجه، كما عبر فرع الاتحاد الولائي للفلاحين الجزائريين عن قلقه من الوضعية المذكورة، خاصة وأنها حدت بشكر كبير من توسع الأراضي الفلاحية. وعلمت "الشروق" في هذا الصدد، أن مزارع جرى استصلاحها مؤخرا بات أصحابها يفكرون عليها، بعد أن سجل فيها تواجد عديد الحشرات، والتي بدورها أثرت على المحاصيل المزروعة فيها، بعد أن تسببت في ظهور أمراض غريبة لم يسبق وأن سجلت في المنطقة، ووصف المتضررون عمليات التوسعة في محيط المصب بأنها غير مدروسة والمحبطة لأمالهم في المساهمة في تحقيق نقلة كمية ونوعية في الإنتاج الزراعي . وجدّد مربو الإبل التي ترعى في المنطقة المذكورة من ولاية الوادي رفع نداءات الاستغاثة، من أجل إنقاذ ثروة الإبل من الانقراض، بعد أن سجل نفوق عشرات الرؤوس، بسبب قيام الحيوانات بالشرب من مياه المستنقع الذي تشكل بفعل مياه الصرف الصحي في محيط ما كان يعرف بشط حلوفة، كما سجلت حالات نفوق وسط الجمال، بعد غرقها في البركة الكبيرة، كونها كانت متعوّدة على مرور في الشط سابقا ولم تكن مستويات المياه فيها مرتفعة كما هي عليه حاليا . ودق المهتمون بالمجال الفلاحي والبيئي في ولاية الوادي ناقوس الخطر، بسبب الخطر الإيكولوجي التي باتت تشكله المياه الآسنة في منطقة شط حلوفة، وذراع ميه فاطمة، جراء الأخطار المتعاظمة على النشاط الزراعي وتربية الإبل والموالي وحتى على حياة الإنسان بفعل انتشار البعوض وغيرها من الحشرات الغريبة عن المنطقة، إضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة منها، واقترحوا إيجاد فضاء إيكولوجي يكون من شأنه امتصاص ما يمكن من روائح، هذا إضافة إلى معالجة المياه القذرة، كما دعوا الوالي التدخل باتخاذ قرار عاجل لوقف توسع مصب المياه القذرة.