نحج المخرج جعفر قاسم من خلال سلسلة عاشور العاشر في طبعتها الثانية في التأسيس لثقافة النجم في الجزائر والغائبة عندنا، بينما هي ثقافة راسخة ومعمول بها في الدول الأخرى على غرار مصر مثلا، أين يأتي المخرج بسيناريو مفصل على مقاس نجم وممثل معين ويكتب له الدور، هذه الثقافة مكنت الدراما المصرية من السيادة والريادة سنوات طويلة في الساحة العربية ومكنت مصر من تصدر أسماء إلى العالم العربي على غرار عادل إمام الذي تحوّل إلى زعيم غير قابل للزحزحة من مكانه على امتداد سنوات، رغم بروز جيل من الممثلين ما زال الزعيم هو الزعيم. في الجزائر نفتقر إلى ثقافة النجم لعدة اعتبارات في مقدمتها غياب كتاب سيناريو محترفين ومخرجين بإمكانهم إخراج أحسن ما في الممثل. جعفر قاسم الذي يحتفظ بالسبق في مجال الإخراج التلفزيوني وتحّكمه خاصة في الجانب التقني وقدراته على صناعة الفرجة ومنح المشاهد لحظات المتعة، أضاف إلى سجله نجاحا آخر وهو صناعة الممثل النجم أو لنقل ترسيخه لدى الجمهور. ليست المرة الأولى التي ينجح فيها أوقروت مع جعفر قاسم، لكن مع عاشور العاشر في طبعته الثانية تحول أوقروت إلى نجم جماهيري بامتياز واكتسح الشارع الجزائري بشكل غير مسبوق. نجاح آخر يضاف إلى سجل جعفر قاسم عبر عاشور العاشر، وهو أن السلسلة رسخت في الشارع مصطلحات صار الجزائريون يتدولونها للتنكيت ويستعملونها في يومياتهم مثل "المملكة العاشورية، آه بن عمي، وحتى قصة الحب التي حبكها قاسم بين رجلاوي وحمامة صارت في الشارع، ومواقع التواصل الاجتماعي رمزا لواقع الزوالية. جفر قاسم منح الجمهور عملا جمع بين الكوميديا والدراما، ومكنهم من مقاسمة همومهم المشتركة بشكل علني ولعل أكبر نجاح للسلسة أن الحديث بشأنها مستمر رغم نهايتها.